خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مشروع فيصل الفايز والعودة إلى الأرض

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل يقودني حديثي في مقال سابق، عن أبناء الحراثين والرعيان، وهم معظم الأردنيين، إلى القول أنه لا يجوز التعامل مع المشروع الذي طرحه رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وباركه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والقاضي بتوزيع جزء من أراضي الدولة على شباب الوطن لاستثمارها بالزراعة، وفق صيغة تحفظ حق الدولة وتوفر فرص عمل للشباب وتدعم الاقتصاد الوطني، على أنه مجرد مشروع اقتصادي، سيساهم في توفير فرص عمل، والحد من البطالة، ويضيق من جيوب الفقر، على أهمية ذلك وضرورته لنا.

المشروع أهم من ذلك كله، لأنه يصب في نهاية المطاف بمسار تصحيح علاقتنا بالأرض والوطن، وبهويتنا الوطنية، وهي علاقة اعتورتها الكثير من الاختلالات خلال العقود الأخيرة، فلو يتدبر أبناء الحراثين الأردنيين بأسباب ما وصل إليه حالهم من ضنك الفقر والبطالة والإحساس بالغربة والظلم والتهميش في وطنهم، الذي تغيرت علاقتهم به، لاكتشفوا أن من الأسباب الأساسية لذلك كله، هو تغير علاقة الأردنيين بأرضهم وهجرهم لها، بل وتفريطهم بها، فبدلا من أن تظل الأرض جزاء عزيزا من عرضهم ومكانة الأردني في مجتمعه، صارت معروضة كأي سلعة لمن يدفع أكثر، بصرف النظر عن جنسه ولونه، وهكذا فقد الأردنيون أرضهم، ومعها فقدوا الكثير من مكونات استقلالهم، وأول ذلك استقلالهم المالي، واعتمادهم على ذاتهم من خلال مردود إنتاج أرضهم، وهو المردود الذي كان يمكن أن يتضاعف لو تم تطوير وسائل الإنتاج الزراعي في بلدنا، كما حدث في الكثير من دول العالم،لكن بدلا من ذلك طبقت حكومات البنك الدولي التي ابتلينا بها، سياسة مغايرة تقوم على أكذوبة عدم جدوى الزراعة،وبالتالي أهملت هذه الحكومات الاهتمام بالقطاع الزراعي فتراجع حتى وصل إلى ما هو عليه من أوضاع صعبة. زادت من معاناة الأردنيين، ودفعتهم إلى بيع المزيد من أراضيهم، ليقول قائلهم أنهم مضطرون لذلك، لتعليم أبنائهم وتدبير شؤون حياتهم، من خلال بيع أرضهم، وهو قول يصح على نسبة من الأردنيين أو على جيل أو جيلين منهم، لكن الخطر هو أن تسليع الأرض والتفريط بها صار ثقافة جل الأردنيين العابرة للأجيال، ولم يكن ترسيخ هذه الثقافة وتنميتها عفو الخاطر، بل مخطط له، ليضلوا بحاجة للغير حتى في لقمة عيشهم، ناسين أن الأمن الغذائي هو أساس سائر مكونات الأمن الوطني الأخرى، وأن الاكتفاء الذاتي من الغذاء هو المفتاح لأبواب سائر مكونات الاكتفاء الذاتي الوطني.

من زاوية بناء الأمن الوطني والاستقلال الوطني والسيادة الوطنية يجب أن نتعامل مع المشروع الذي يطرحه فيصل الفايز.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF