مئة عام والأردن ما زال يحافظ على ثوابته وأسسه، ويصر على المضي قدماً على الرغم من الظروف غير المواتية، ولا يفتح باباً للتحجج أو التذرع بالأوضاع، فيخوض مشروعه التنموي بتشاركية واسعة مع المواطنين، ويستثمر في مؤسساته، ويعمل للحفاظ على الديمقراطية وصيانتها، ويخيب آمالاً كثيرة لإلحاقه بفوضى المنطقة لأن الأردنيين المنفتحين في التعبير عن آرائهم والحديث عن همومهم يدركون قيمة وطن تشاركوا جميعاً في بنائه، ويثقون في قيادة أثبتت المرة بعد الأخرى بعد نظرها وسلامة بصيرتها وحكمة رؤيتها حتى أن كثيراً ما ترددت العبارات في الأروقة الدبلوماسية بصواب ما يفعله الأردن وصحة تقديره، ولعلنا نعايش زمناً لا يبخل بالأدلة والبراهين على ذلك.
الأردنيون معنيون بعد أن تمكنوا من اجتياز عواصف العقد الفائت بكل تعقيداتها ومنزلقاتها الخطرة بتحويل هذا الإنجاز إلى مكتسبات مستقبلية، وليكونوا شركاء حقيقيين وموثوقين في إعادة إعمار المنطقة، وهو ما سيجعل المواطن الأردني يتلمس آثار صمود دولته وتمسكها بحكمتها وخبرتها التاريخية، وشجاعة قيادتها الملكية في التعامل مع مختلف الملفات المحلية والإقليمية، فالحديث اليوم عن الأردن بوصفه مركزًا إقليمياً ودولياً للإمداد والتموين ليس إلا تعبيراً عن فرص حقيقية ومرئية ستتحول في غضون فترة وجيزة إلى مشروعات يجب على الأردن أن يستغلها بالصورة المثلى.
يؤكد الملك اليوم ضرورة عدالة توزيع ثمار التنمية، ويسعى لإدماج المحافظات في عمل جاد ومخلص من أجل التنمية والاستثمار في البنية التحتية والمشاريع كثيفة التشغيل، وبحيث يتمكن المجتمع الأردني بأطيافه كافة من المشاركة الفعالة في التغيير والتطوير والبناء، ويصبح جزءاً من عملية صناعة القرار التي يجب أن تشمل الجميع فالبناء يبدأ من الأساس والقاعدة الواسعة والتي تتكامل مع القيادة صاحبة الرؤية التي توفر الضمانة والحماية والتحصين للوطن ومنجزاته ومكتسباته، وأثبتت هذه القيادة بحكمتها ورؤيتها قدرتها على العبور بالأردن في خضم منطقة ملتهبة ليبقى آمناً مستقراً ويخرج واعداً ومتوثباً.
