حرص الملك على الاجتماع ببعض أبنائنا من ذوي الإعاقة ليبث في روحهم الطمأنينة ويربت على أكتافهم تجاه رفع معنوياتهم، بل ويدعوهم جلالته لاستعراض تجاربهم ليستلهم بقية المواطنين الروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها، وهم يبذلون كل الجهد ويظهرون كامل الإصرار من أجل التأكيد على عزيمتهم وجدارتهم، ويعتبرهم جلالته عزيمة الأردني في نطاقها الأوسع ومعناها الأعمق.
سعى الأردن بناء على توجيهات ملكية واضحة إلى تشريع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2017 ليكون قانوناً عصرياً يخدم مصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، ويدافع عن حقوقهم في المجالات كافة، مشيراً إلى أن هناك مجالات واسعة للتطوير والتحسين، بما يؤشر إلى ضرورة التقدم بخطوات كبيرة للعناية بهذه الفئة الغالية من أبناء الوطن، خاصة أن الاجتماع معهم يتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وهذه اللفتة تجيء للتأكيد على حضورهم في العناية الملكية لا التذكير بها، فهم حاضرون على الدوام من خلال متابعة جلالته لشؤون المجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة، ويقدم كل دعمه وتشجيعه لفريقه الذي يتصدى لمهمة تحسين ظروف هذه الفئة العزيزة على الملك وعلى كل مواطن.
استمع الملك بكل فخر واعتزاز لقصص النجاح التي سمعها، والتي تمثل إلهاماً للجميع، وحثهم على الحديث بكل انفتاح وعلى استعراض الصعوبات التي واجهتهم، فالملك يحمل الرؤية التي تخص صيانة المكتسبات وضمان تحقيقها لذوي الإعاقة، ويطلق تفكيراً بعيد المدى تجاه النهوض بظروف هذه الفئة الغالية، ولأن التوجه الملكي ينبني من حيث الأساس على ما يسمعه الملك من خلال لقاءاته مع المواطنين بوصفهم الغاية النهائية لكل عمل وسعي في الأردن، فإن ما سمعه الملك في اجتماعه مع ممثلين عن ذوي الإعاقة يعد مدخلاً مهماً لبناء مجموعة من المبادرات والإجراءات التي سيتم على أساسها العمل في المرحلة المقبلة.
الفترة الحرجة التي يعيشها الأردن لم تجعل الملك ينسى حقوق هذه الفئة ولم تجعله يؤجل الاستماع لشجونهم وهمومهم وأن يشاركهم فيها وأن يعلن عن انحيازه لمساندتهم والوقوف معهم، ومعه جميع الأردنيين الذين يقتدون بجلالته ويستلهمون منه القيم العليا التي تحكم المجتمع، فالقيم في الأردن هي خلاصة الأصالة والمعاصرة والرؤية الملكية التي تعطي المرجعية للتحولات الاجتماعية.