خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أعيدوا لنا أرضنا (١٤٩٢)..!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

هذا العنوان ليس مجرد هتاف في تظاهرة بل اسم حركة مقاومة جديدة انبثقت في القارة الأميركية من صفوف السكان الأصليين الذين يُدعَوْن زوراً بالهنود الحمر وما هم بالهنود ولا حمر الجلود! وقد كتب عنها مؤخراً (١٩تشرين الثاني٢٠٢٠) في غلوب آند ميل كل من كانا هوس مونيل وهو أحد المدافعين بشراسة عن الاراضي المنهوبة من أصحابها السكان الأصليين والكاتبة السياسية المعروفة نعومي كلاين وهي من مؤسسي منظمة «العدالة المناخية» فقالا انها الأشد بأساً في نضالها والدعوة للتوقف عن التوسل امام الذين سرقوا ونهبوا الأرض وتصر على استعادتها ورفض اضاعة الوقت في التفاوض للتنازل عنها مقابل مالٍ او وعود (كاذبة في العادة!) ومن اجل ذلك تنظم الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية تحت شعار «أغلقوا كندا» في تحدٍ للحكومة وقواتها الأمنية والعسكرية التي تحرس مشاريع الشركات «الاستثمارية» الكبرى سواءً في مقاطعة كاليدونيا (أونتاريو) حيث تقيم اسكاناً ضخماً على اراضٍ لم يتم التخلي عنها لأي جهة، او في نوفاستوكا حيث المشروع الكبير للصيد الجائر لأسماك اللوبستر، او في كويبك بقتل حيوان الموس من اجل تجارة الفراء بما يهدد بانقراضه، او في كولومبيا البريطانية مشروع انابيب النفط والغاز السائل وتلويث المياه الجوفية..

أما لماذا ١٤٩٢ فسؤال أجيب عليه أنا بأن المأساة بدأت منذ ذلك التاريخ عندما توجهت حملات الطمع والجشع والاحتلال من قبل ممالك أوروبا كإسبانيا والبرتغال بقيادة كولومبوس وبحجة اكتشاف العالم الجديد الخالي من السكان! والحقيقة أنه لم يكن جديداً ولا خالياً بل كان فيه حضارتان قديمتان هما المايا والازتيك عاصرتا حضارات مصر والرافدين والصين وقد قام الغزاة بتدميرهما ونهب ثرواتهما وإبادة سكانهما ليس بالسلاح الحديث الذي أتوا به فحسب بل حتى بنقل الامراض اليهم حتى تناقص عددهم كثيراً وعاشوا فقراء مطاردين مضطهدين فلم يعرفوا حقوق المواطنة بعد تأسيس الولايات المتحدة وكندا وحُشر الكثير منهم فيما يشبه معسكرات الاعتقال يجترون مأساتهم بإدمان التدخين والكحول والمخدرات، اما بعض القبائل التي صمدت متمسكة بأرضها فيجرى حتى الان التضييق عليها ومصادرة أراضيها بطرق احتيالية، وفي النهاية اللا إنسانية احتفل الغزاة بانتصارهم وشكروا الله عليه فيما سمَّوْه عيد الشكر.. أما بين عامي ١٨٦٠-١٨٩٠ فقد قام آلاف مؤلفة من «المغامرين والمقامرين وتجار الفراء ورعاة البقر والمبشرين واللاهوتيين والبغايا واصحاب شركة سكة الحديد» تساندهم قوات الحكومة الفيدرالية باجتياح الغرب الأميركي فيما عرف بالغولد رَش والاعتداء على السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم بالقوة والحيلة وغُطيت الجريمة بالإعلام المزوّر وبأفلام الكاوبوي التي أظهرتهم كمتوحشين يعتدون على البيض ونسائهم ولا بد من القضاء عليهم!

وبعد.. هل يذكّر نضال السكان الأصليين المجيد هذا بان قوماً آخرين جرى الاعتداء عليهم واغتصبت أراضيهم وأنشئت عليها دولة غريبة ثم يستمر الالحاح عليهم بان يفاوضوا اللصوص ويذعنوا!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF