أمام منعطف تاريخي على قدر كبير من الأهمية، أتى التأكيد على التعاون والتكامل في القطاعات الحيوية وخاصة الصحة والأمن الغذائي والدوائي ليتصدر اللقاء بوصفه الأولوية الملحة في هذه المرحلة، خاصة أن حقبة من العمل لتجاوز الآثار السلبية على المستوى الاقتصادي والصحي ستنطلق بمجرد الانتهاء من التهديد الوبائي خلال فترة الأشهر القادمة، وبذلك تندمج الإمارات والبحرين في المسعى الملكي لحشد جبهة أممية تعمل بتعاون من خلال تنسيق مسؤول ومنفتح ومخلص لصالح البشرية، وبحيث يمثل وباء كورونا درساً حاضراً في الأذهان تجاه نبذ الأنانية والصراع وإتاحة الفرصة للتكامل الذي يحتاجه جميع البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم من أجل المحافظة على قيم الحياة والأمن وحقوق الإنسان.
ويشكل التواصل الأردني – الإماراتي – البحريني فرصة كبيرة لتعزيز موقع المنطقة ووزنها في مكافحة الوباء، وفي عالم ما بعد الوباء الذي سيعمل على مواجهة التبعات الثقيلة لواحدة من أصعب الحقب التي عاشتها البشرية على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وحضرت في القمة الجهود العربية تجاه تحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، كما سعى الأردن دائماً إلى التشديد على هذه النقطة في مختلف جهوده ومساعيه الدبلوماسية، والتأكيد على القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المأمولة.
يحمل الملك خبرةً تمتد على معظم سنوات حياته لمختلف فصول الصراع العربي - الإسرائيلي، ومسيرة السلام الصعبة التي مرت بالعديد من الانتكاسات أمام المراوغة الإسرائيلية التي وجدت في تراخي الدول الراعية دافعاً للتملص من الالتزامات أو ممارسة هوايتها في العودة إلى المربع الأول، وهذه الخبرة كانت دافعاً للملك أن يضيف توصيفي السيادة والقابلية للحياة لمشروع الدولة الفلسطينية في مواجهة الطرح الإسرائيلي الذي يسعى لتقزيم الطموحات الفلسطينية إلى مجرد جزر جغرافية معزولة ذات سيادة شكلية.
تربط الأردن بالإمارات والبحرين علاقة وثيقة وتاريخية لا ترتبط بالمراحل ولا تخضع للحسابات الضيقة لأنها علاقة استراتيجية تقوم على أرضية راسخة من التفاهم حول الثوابت العربية التي تعبر عن رؤية مشتركة في معظم القضايا المشتركة، وعلاقات وثيقة لا تنفصم إذ يمثل الأردن عمقاً للخليج العربي بالقدر الذي يمثله الخليج للأردن، وتبقى هذه القمم محطات مهمة لرصد المراحل المقبلة واستشراف المستقبل وتحديد أولوياته.