كانت جميع المؤسسات بحاجة لهذه الوقفة والمحاسبة السريعة ولإعادة ضبط الأمور بتوجيه مباشر ومحدد لغايات توحيد الجهود، ويرسل جلالته بإشارات واضحة لضرورة دعم الأجهزة الرئيسية المتمثلة في الخدمات الطبية الملكية ومدينة الحسين الطبية لأنها جزء من الثروة الوطنية التي استثمر الأردن لعقود من أجل الوصول بها إلى مستوى متميز، وفي وقت الأزمات تعتبر الخدمات الطبية رافداً وطنياً ضرورياً للجميع.
وحضرت سيادة القانون لتكون موضوعاً أساسياً في اجتماع جلالته بمجلس السياسات الوطني، مع التأكيد على احترام القانون من الجميع وعلى مختلف المستويات، والتعاون مع الأجهزة التي يناط بها إنفاذ وصيانة سيادة القانون الذي يشكل المظلة التي يحتمي ويحتكم لها الأردنيون جميعًا.
وفي الاجتماع استمع جلالته لشرح من الحكومة حول الاستعدادات الطبية لمواجهة أية احتمالات مرتبطة بأزمة كورونا، لبث الطمأنينة لدى المواطنين الأردنيين الذين استقبلوا بكثير من الارتياح أمر الدفاع 23 بوصفه تأكيداً على قوة ومنعة الدولة الأردنية في مواجهة التحديات، وتنوع خياراتها في إطار التقاليد الراسخة والثابتة للمملكة التي واجهت العديد من الأزمات الكبرى في تاريخها، وخرجت في كل مرة أكثر قوة واستقراراً.
وأكد رئيس الحكومة في إجابته على الاستفسار الملكي أن الوضع الراهن ما زال في الحدود المقبولة، مستعرضاً الجهود والاجراءات لرفع القدرات الاستيعابية للقطاع الطبي، وهي الإجابة التي تقطع الطريق على تكهنات كثيرة لم تكن قائمة على رصد موضوعي أو شامل للحالة العامة في الأردن.
وضمن منظوره للأسرة الأردنية الواحدة خاطب الملك المواطن مشدداً على دوره في الوقوف مع مجتمعه ووطنه من خلال الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية التي وضعت للتخفيف من التفشي المجتمعي والعمل للسيطرة على الوباء، فالمواطن شريك ومسؤول أيضاً، والوعي الذي يحمله الأردنيون مضرب للأمثال في مختلف الأوساط المحلية والإقليمية.
تعود خلية الأزمة من جديد لتؤكد حشد الجهود الوطنية، ويطلق الملك مرحلة جديدة من مواجهة العودة الشرسة لفيروس كورونا على مستوى العالم، مشددًا على أن يتعاون الجميع من أجل تحقيق الموازنة بين الأوضاع الصحية والآثار الاقتصادية والمجتمعية المختلفة، ولعل هذا الخطاب الحاسم والصريح يمثل الزاد في لحظة حرجة وفي مرحلة صعبة قبل أن يتمكن الأردن من الحصول على اللقاح ضمن منظومة عالمية يحرص الملك ويوجه الحكومة إلى متابعتها والتأكيد على إتاحتها للمواطن الأردني، وكم نحتاج لهذه الوقفة والدفعة المعنوية في هذه الساعات القليلة الحالكة قبل انبلاج الفجر القريب.