تستمر الحياة في الأردن ويستطيع الأردنيون أن يستلهموا من قدوتهم الملكية هذه الرسالة الواضحة والعملية في الحرص على مواجهة جميع الاستحقاقات بعد التوكل على الله عزوجل واتخاذ ما يلزم من تدابير صحية ووقائية، فالخطوات التي تتخذ في قلب الأزمة هي التي ستحدث الفارق بعد أن تنقشع الغمامة عن الأردن والعالم، فالمبادرات والتوجيهات الملكية في الأشهر الأخيرة ترسم ملامح الأردن الذي يمكنه أن يحقق تقدمًا ملموسًا في عالم مع بعد كورونا.
يثق الأردنيون أن المتابعة الملكية والتحفيز المستمر لمواصلة الإنجاز في هذه المرحلة، والتأكيد على تحقيق الاعتماد على الذات، والتركيز على تعزيز الإنتاج، كلها عوامل ستتفاعل قريباً لتقدم الثمار التي يمكن لجميع الأردنيين تلمسها وبالصورة التي تنعكس فيها على حياتهم ومعيشتهم.
يأتي الحضور الملكي في هذه المناسبة ليؤكد على اهتمام الملك بالأمن المائي في الأردن، خاصة مع وجود توجه استراتيجي لإطلاق نهضة زراعية من خلال مجموعة من المبادرات التي ستجد طريقها للتنفيذ قريباً، ويعطي المشروع الذي نفذته السواعد الأردنية بكل حرفية واقتدار وبأحدث الأساليب المتبعة عالمياً في هذه النوعية من المشاريع مزيدًا من الثقة في قدرة الكوادر الأردنية على التعامل مع المصاعب المختلفة، خاصة أن جزءًا كبير من العمل أتى في ظل ظروف الإجراءات الوقائية والاعتبارات الصحية، ويذكر أن المشروع يضم بجانب بنيته التحتية مجموعة من المشاريع الفرعية التي تهدف إلى ضمان جودة ونوعية المياه وتطابقها مع المواصفات القياسية الأردنية.
يحق للأردن أن يفخر بقيادته وبأبنائه ممن عملوا في المشروع على مدى الفترة الماضية، وأن يسعد بما سيتيحه هذا المشروع من فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وبالأثر الايجابي الذي سيتركه على حياة أكثر من مليون مواطن حيث سينهي المشروع إلى حد كبير مشكلة نقص مياه الشرب في محافظات الشمال بشكل عام، وزيادة حصة الفرد اليومية من مياه الشرب التي تأثرت بالزيادات السكانية خلال السنوات الماضية.
الدفعة المعنوية التي يشكلها المشروع الذي يصنف في خانة المشاريع الكبيرة على المستوى الوطني من شأنها أن تعزز الروح الوطنية في هذه المرحلة التي تتصاعد فيها معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وأن يذكر الجميع بأن الأردن أقوى وأمنع من هذه التحديات، بل وتزيده التحديات قوة ومنعة.