د. فايز الربيع
قد تحقق الكلمة ما يعجز عنه السلاح والإرجاف ورد في القرآن الكريم ومارسه اعداء المسلمين عملياً على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ويقال الأراجيف ملاقيح الفتن والمرجفون هم الذين يولدون الأخبار الكاذبة التى تؤدي الى اضطراب الناس قال عنهم القرآن الكريم ( ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا ) وقال تعالى (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا)
ويقول الشاعر
أبالأراجيف يا ابن اللؤم توعدني/
وفي الاراجيف خلت اللؤم والخور
المرجفون يتطاولون ويتدخلون في امور الدين والسياسة والاقتصاد والمجتمع والاسر والافراد وهم اشخاص متخصصون في الافتراء والكذب على الله ورسوله وعلى الناس كافه الاحياء والاموات وعلى تاريخ وحاضر الشعوب والافراد ولا يسلم حتى المقبل من الايام يتلاعبون بالوعي العام ومصالح الناس هدفهم نقيض مايقصدون هم ينقلون الاخبار والاشياء والوقائع والاحداث بصور يشوبها التزييف والتزوير سواء في كليتها وتفاصيلها وعملهم ليس لجهل او عدم فهم بل على تعّمد ينم عن خلل في النفس ورغبة جامحة في الاساءه للآخرين بكل الطرق والوسائل يشككون في الاخلاق والقيم والفضائل وكل الاعمال التى تبتغي الإصلاح والصلاح والتغيير للرفع من مستوى الوعي يجعل الشعب وقواه الحيّة يمتلكون زمام المبادرة في كل امور المجتمع متخصصون صنع الاشاعات وترويج الأكاذيب بايحاء من جهة او جهات لها مصلحة مباشرة او غير مباشرة من الفعل او الاشاعة التى تروج للأخبار الزائفة لقد تحدثوا بالاساءات المفبركة عبر التاريخ تحدثوا بالاساءة الى مريم ويوسف والى عائشة ام المؤمنين في حادثة الإفك. الى موسى وعيسى الى رسول الله عليه وسلم تخصص بعضهم في طبخ الملفات والايقاع بخيرة الناس تزويراً وكذباً حتى يبنوا عليها قرارات تنتهى بالمصلحين الى خارج دائرة القرار او حتى تحويلهم الى ما يؤدي الى اذاهم.
ان الارجاف يبلغ اخطر مستوياته عندما تنعكس اثاره على الوطن لقد وظفوا المال والاعلام في داخل الدولة يجعل الجميع في حالة استنفار وترقب وشك وخوف واحياناً في حالة هجوم متبادل يضيع المكتسبات ويعطل آلية ومسارات التقدم.
ان المرجفين بارعون في التمظهر النفاقي وتقمصّ الأدوار والتسلق الى بعض مراكز التأثير لا يعرفون الاّ بعد أن يطال تخريبهم جوهر الاشياء فكم انهارت بسببهم دول وكم من قيم نبيلة قبرت بسببهم كل ذلك اما بسبب الاشاعة ولنا فيها وقفات اخرى او التثبيط او التخذيل او الهمز واللمز والنبز وتهويل الاحداث وتضخيمها والإرجاف الاجتماعي مما يؤدي الى الهزيمة النفسية والمعنوية ونشر الاضطرابات وسقوط الرموز تباعاً لذا اكدّ القرآن الكريم على عدم السماع للمرجفين ومناقشتهم ان امكن ذلك ونصحهم والتأكيد على عدم تمكن المرجفين في اي موقع يؤثرون به على المجتمع ومقدراته.