رأينا
لوظيفة المحافظ دور بالغ الأهمية في المنظومة التنفيذية للدولة الأردنية، ولذلك أتى لقاء جلالة الملك مع مجموعة من المحافظين ليؤكد دورهم الكبير خاصة أنهم يؤدونه على تماس متواصل مع المواطنين، ويسهمون بجانب مهامهم الوظيفية في مهام أخرى ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية تجعل الاطلاع الدائم على منجزاتهم والتحديات الماثلة أمامهم مسألة تجد مكانها بين أولويات جلالة الملك المعني بتحسين أداء أجهزة الدولة ومؤسساتها في الخطوط الأمامية التي تعنى بحياة المواطنين بشكل عام.
أعطى اللقاء للمحافظين دفعة معنوية كبيرة خاصة لتزامنه مع الحملة الأمنية الواسعة على المطلوبين أمنيًا ممن يعبثون بأمن الوطن والمواطن، وأعفاهم مقدمًا وبصورة قطعية لا تقبل تأويلًا أو تفسيرًا من الانسياق وراء أي محاولات للواسطة، مؤكدًا حصانتهم تجاه أي ضغوطات اجتماعية أو سياسية، ولا سيما أنهم يعملون بصورة وثيقة الصلة لتأكيد سيادة القانون وحماية المواطنين، وهو الأمر الذي لا يقبل تهاونًا أو تقصيرًا.
وأكد الملك ضرورة التواصل مع المواطنين داعيًا المحافظين للتركيز على ذلك، وبذل الجهد والتفاني في ابقاء خطوط التواصل مفتوحة أمام المواطنين لأن ذلك ما يجعلهم أقرب إلى نبض الشارع، وأكثر قدرة على تلمس مشكلاته وتحديدها وتقديم الحلول لها بالصورة المناسبة، والتواصل البناء والايجابي مع المواطن الذي كان ويبقى واضحًا في فلسفة قيادة الملك، ويعتبر أداة رئيسية في عملية تقييم أداء المسؤولين في شتى المواقع.
وأكد جلالته في اللقاء ضرورة استمرار الحملات الأمنية الساعية لبث الطمأنينة في قلوب المواطنين، واجتثاث مظاهر العنف والجريمة، مشددًا على أن تتواصل التدابير القانونية القائمة وأن تتحول إلى استراتيجية دائمة تتخطى المرحلية مع الحرص على أن تلتزم بالقانون في مختلف تفاصيلها وممارساتها لتحقيق الغاية من ورائها المتمثلة في إزالة أشكال الاستقواء على القانون والتعدي على حقوق الآخرين.
الانتخابات حضرت في اللقاء الذي أطلع فيه الملك المحافظين على تصوره للخروج بعملية ديمقراطية نموذجية ومنضبطة توازن بين تمكين المواطنين من ممارسة حقوقهم الانتخابية، والموازنة مع الاعتبارات الصحية خاصة مع تواصل التصاعد في المنحنى الوبائي، مع تأكيد أولوية صحة المواطنين في جميع التفاصيل، والالتزام بمحاربة الظواهر السلبية التي يمكن أن تعكر صفو العملية الانتخابية التي يتطلع الملك لأن تكون خطوة أساسية على طريق استئناف مسيرة واعدة للإصلاح السياسي.
ويبقى في مقدمة أولويات جلالته التأكيد المستمر على ضرورة التعاون بين المؤسسات في الظروف الاستثنائية التي تتطلب الابتعاد عن التنافس والمزاحمة لمصلحة العمل بروح الفريق الواحد الذي يستطيع أن يوظف جميع الإمكانيات المتاحة بمنتهى الحكمة لتحقيق أقصى درجات الفاعلية في الاستجابة لمختلف التحديات التي تترافق مع الوضع الوبائي والظروف الإقليمية المعقدة والاستثنائية.
دفعة معنوية قوية منحها جلالة الملك للمحافظين الذين سيكونون خلال الفترة المقبلة أمام مهام عديدة يتابعها المواطن الأردني بكثير من الاهتمام لتعلقها بمحطات مهمة ومؤثرة مقبلة.