استقبلت عمان أمس وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح والذي حمل لجلالة الملك رسالة من أخيه سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى إمارة الكويت بعد رحيل، المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قبل فترة وجيزة، وهي زيارة تظهر عمق علاقات البلدين وتجذرها على مستوى القيادتين والشعبين.
وتضمنت الزيارة لفتة معبرةً عن عمق العلاقة الثنائية وتعويل البلدين الشقيقين عليها، إذ تعتبر الزيارة الخارجية الأولى لمسؤول كويتي رفيع المستوى بعد تولي سمو الأمير نواف مقاليد الحكم في الكويت، وكأنها تضع الأردن عمقاً كويتياً خالصاً، وتؤكد على دعم الكويت لأشقائه في الأردن بوصفه المبدأ الثابث والمكين.
ويأتي توقيت اللقاء ليؤكد على متانة علاقات البلدين، وكونها جزءاً أصيلاً من فلسفة الحكم في دولة الكويت يجمع عليه الأشقاء هناك، ويحرصون على تواصله بصورة مستمرة، ولا سيما في ظل الأوضاع التي تسود المنطقة، خاصة أن البلدين يحملان وجهات نظر شبه متطابقة تجاه ملفات ملحة عديدة، وفي مقدمتها الموقف الأردني الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف تسانده الكويت وتعتبر الأردن بمثابة رأس الحربة في المنافحة والدفاع عنه.
وفي الرسالة التي استقبلها الملك أتى التأكيد من طرف الكويت ممثلة بأميرها على رغبتها ونيتها في توسيع التعاون الثنائي، والجهود المشتركة للتصدي لوباء كورونا وآثاره الإنسانية والاقتصادية، وجرى التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين، حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالحهما ويخدم قضايا الأمة العربية.
يمثل الأردن والكويت اليوم وسطًا عربياً واقعياً ومنفتحاً على أية حلول عادلة في مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة، ويتبين في الرؤية الإستراتيجية للبلدين الخيط الأبيض من الأسود بوضوح، حيث أن بحثهما ينصب على حلول قابلة للاستمرار والاستدامة بما يمكن الشعوب العربية من العمل والسعي لتحسين ظروفها والتفرغ للتنمية والبناء، ولذلك تأتي القضايا المتعلقة بأمن الإقليم في مقدمة اهتمام البلدين، ويسعى العمل المشترك الأردني – الكويتي بصورة دائمة للبحث عن حلول سياسية تجنب شعوبنا دفع ثمن صراعات قائمة، كما ويسعى إلى تأسيس علاقات ايجابية وبناءة مع أي طرف يبدي استعداده لاحترام خصوصية المنطقة العربية، ويتطلع للتعايش على مبدأ التعاون والندية دون ضرر أو ضرار بمصالح الدول العربية وشعوبها.
اللفتة الكويتية تؤكد على وجود دعم كبير للجهود الأردنية في مختلف المجالات، وترسخ العلاقات القائمة بين البلدين وعلى أنها أساسية ومتجذرة وتمثل رصيدًا قوميًا في كلا البلدين إذ يؤدي كل منهما دور العمق العروبي والاستراتيجي للآخر، في علاقة تثبت أن هذه المنطقة يمكنها دوما أن تجد بالعمل المشترك الحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها، وما يمكن الإفادة منه في قراءة تاريخ هذه العلاقة وواقعها واستشراف مستقبلها، أن تأسيس تعاون عربي فاعل ومؤثر يتطلب بدايةً قيادات مسؤولة وشعوباً محبة وتواصلًا يقوم على الانفتاح والمكاشفة والتفهم.