شهدت المرحلة الراهنة العديد من الظروف الصعبة والشاقة على الشعب وترافقت معها الكثير من المعاناة والإرهاق والملل والإحباط والعديد من التفاصيل الأخرى وعلى جميع المستويات.
تسلل التشاؤم الى الناس وبات الكثير يفكر ويتساءل عن ملامح القادم خلال هذا ما تبقى من هذا العام والذي يليه لعل وعسى تنتهي الموجة وتخفف قليلا وتعود الأمور إلى طبيعتها بأقل الأضرار والخسائر الممكنة.
أمام المشهد يبرز السؤال المهم: من يمكن أن يعبر عن صوت الشعب بصدق وموضوعية وعمق وسعة صدر وحكمة ووعي، ومن يمكن أن ينقل هذا الصوت دون مصلحة شخصية ودون مساس بالمصلحة العامة؟
لا يمكن اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي لتكون حلقة الوصل المناسبة للتعبير عن صوت الشعب بطريقة أو بأخرى لأنها غدت وسيلة للتسلية وقضاء الوقت في الترويج للإشاعات والقصص والبطولات غير الحقيقية وإن كانت تنقل بعضا من الأصوات الصادقة والمعبرة عن المعاناة.
وكذلك هي بعض المحطات والقنوات الفضائية والتي تطارد الخبر وليس ما وراء الخبر وتفرد العديد من النقاش حول تفاصيل تشتت الرسالة وتفتح المجال للتشويش ونقل المعلومات بطريقة ليست مهنية على الإطلاق.
صوت الشعب يحتاج الى متابعة حثيثة من المسؤول لجميع ما له صلة بعمله وتخصصه ومتطلبات شغل وظيفته سواء في القطاع العام والخاص وتحمل الأمانة بصدق وإخلاص وثقة وصبر وتفاعل وحوار مع المواطن بتفهم وموضوعية وترحاب.
صوت الشعب هو قيمة رمزية للتوصل إلى ما يدور في خلد الناس وما يقلقهم ويؤثر على حياتهم وطبيعة الخدمات المقدمة لهم ويعبر عن مطالبهم الخاصة والعامة والموازنة بينهم المطلوب والمرغوب ومن واقع الميدان.
صوت الشعب ليس بالمطالب السياسية وإن كانت مدخلا مناسبا للحديث ولكن ثمة العديد من الأساليب المشروعة لسماع صوت الشعب بشكل نقي وبعيدا عن المصالح والمنافع الضيقة والاستفادة والاستغلال.
تسمع وتعي الحكومة لصوت الشعب وتحاول العمل من أجل تحقيق الكثير للوفاء بما يطلبه الشعب من حقوق ومطالب عامة وتسعى أيضا للموازنة بين الحقوق والواجبات وتحاول ولكن ما يزال الصوت قويا من جهات وضعيفا من جهات وهادئا من جهات أخرى وأحيانا صامتا في مناطق لا تصلها الميكرفونات.
صوت الشعب هو ما نريده ان يكون نقيا من الشوائب ومخلصا في طرح المطالب وصريحا ومسؤولا في التعبير والاهم واضحا في طرح البدائل تماما كما نطالب الحكومة بذلك دوما؛ صوت الشعب هو ما نريده سماعة دون وصاية او تدخل من أحد أو المجموعات.
fawazyan@hotmail.co.uk
صوت الشعب
10:29 27-9-2020
آخر تعديل :
الأحد