في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتداول فيه الألسن الأخبار، يصبح من السهل على بعض الأقلام المأجورة أن تزرع بذور الشك في قلوب الناس. لكن الحقيقة، كالشمس، لا تحجبها الغيوم مهما تعالت. ومن هنا يبرز دور الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في دعم الأشقاء في قطاع غزة، مؤكدًا أن الافتراءات لن تثني المملكة عن مواصلة رسالتها الإنسانية.
منذ بداية الأزمة في غزة، أرسلت المملكة أكثر من 53 طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر مطار العريش، بالإضافة إلى 2,857 شاحنة مساعدات عبر المعابر البرية، شملت مواد طبية وغذائية وإغاثية، إلى جانب أدوية ووحدات دم، لتلبية احتياجات الأشقاء في القطاع.
ولم يقتصر الدعم على المساعدات العينية، بل شمل أيضًا تقديم الرعاية الصحية؛ إذ أقام الأردن مستشفيات ميدانية في قطاع غزة ومدينة نابلس، أجرت طواقمه الطبية أكثر من 21,000 عملية جراحية، وتعاملت مع عشرات الآلاف من المصابين. كما أُطلقت مبادرة "استعادة الأمل" لتركيب الأطراف الاصطناعية للمصابين، وتم إرسال عيادتين متنقلتين مزودتين بكامل المعدات والتجهيزات اللازمة إلى القطاع.
تأتي هذه الجهود في إطار السياسة الثابتة للمملكة في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالأردن، بقيادة جلالة الملك وسمو ولي العهد، يواصل جهوده في دعم الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات، مؤكدًا أن هذه الافتراءات لن تثنيه عن أداء دوره الريادي في مؤازرة الأشقاء في غزة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
إن الحقائق الميدانية والدعم المتواصل الذي يقدمه الأردن للأشقاء في غزة، يفندان كل الافتراءات والإشاعات التي تهدف إلى النيل من صورة المملكة ودورها الإنساني. وسيبقى الأردن، كما عهدناه، سندًا وعونًا للشعب الفلسطيني، ومدافعًا عن قضاياه العادلة في جميع المحافل.