رأينا
يحاور جلالة الملك استراتيجيًا وعمليًا جملة من التحديات التي يترقبها العالم في الأسابيع المقبلة، ويسعى أن يبث في جميع المؤسسات روحًا مغايرةً تقوم على العناية بالتفاصيل في بداية حقبة جديدة ستترافق مع ترسيم علاقة جديدة مع المخاطر الوبائية وسيناريوهات الانحسار أو التعايش، ويتوازى ذلك مع انتخابات أميركية تشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام المتابعين، ولذلك يدفع الملك بالحكومة والأجهزة الرسمية تجاه إطلاق عملية انتخابية تفرز مجلسًا نيابيًا فاعلًا يستطيع أن يتعامل مع انتهاء مرحلة صعبة وبداية أخرى جديدة سيتم خلالها ترتيب ا?عديد من الملفات الإقليمية والعالمية.
من موقعه القيادي حيث تظهر أمام جلالته الصورة الكاملة بكل ما تحمله من تعقيدات واحتمالات ومحاذير يوجه الملك إلى ضرورة العمل بروح الفريق والتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، ويؤشر إلى أهمية استثمار الإمكانيات المتاحة وتوظيفها بمسؤوليةٍ وحكمة، ولمن يستمع جيدًا للخطاب الملكي، وحريٌ بالجميع أن ينصت بكل جوارحه، فإن حديث جلالته مع الهيئة المستقلة للانتخاب ينبه إلى عدم التزاحم وتجنب التعارض والتكرار غير المنتج، ويدعو للعمل بشجاعة مسؤولة طالما أن الهيئة تضع نصب أعينها سيادة القانون ومحاسبة من يخالف القوانين والإجراءات،?ولا يلتزم بالشروط المفروضة خلال العملية الانتخابية.
تتحمل «الهيئة» التي يحرص الملك على تقديم الدعم والمساندة اللازمين لإنجاح مهمتها في إدارة انتخابات حرة ونزيهة أمانة كبرى أمام جلالته وأمام المواطن الأردني الذي يتطلع لعملية انتخابية تخلو من الممارسات المرفوضة، وتتوفر بجانب رسالة الدعم الملكية التي تمثلت في لقاء الأمس مع مجلس مفوضي «الهيئة» كافة الإمكانيات التي وجه جلالته بتوفيرها للهيئة في عملها.
تطرح الظروف الاستثنائية نفسها على طاولة البحث، ولذلك يشدد الملك على أهمية أخذ جميع الإجراءات والاحتياطات لضمان صحة المواطنين وسلامتهم خلال العملية الانتخابية المقبلة، وهو ما يتطلب تأسيس قنوات اتصال على أعلى المستويات وفي أجواء يسودها الانفتاح والتفاهم مع مختلف المؤسسات لتقديم العون والمساندة في عرس ديمقراطي أردني يرعاه جلالة الملك في تأكيد منه على أولوية الإصلاح السياسي، ويضرب النموذج لمختلف المؤسسات من خلاله بأن عملية الإصلاح لا يجب أن تتعطل أو تتباطأ في الظروف الصعبة.
ما يراه الملك يتعلق بخبرة واسعة وعميقة في مؤسسة العرش الأردنية يجعلها تدرك أن الظروف الصعبة تتطلب رؤيةً وعزمًا وإرادةً لتجاوز التبعات التي تنتجها، ولذلك يتوجه الملك لقيادة مؤسسات الدولة لتكون في كامل جاهزيتها، ولتحمل روحًا جديدةً ونبضًا مغايرًا في مواجهة التحديات الوشيكة أيًا كانت السيناريوهات التي ستسفر عنها الأسابيع القادمة، فالأردن القوي والمتماسك قيادةً وشعبًا يستطيع أن يجابه الظروف الصعبة، وأن يقبض على الفرص المواتية، وأن يعظم من مكتسباته إذا ما سادت روح الفريق وارتقت المؤسسات بأدائها خاصة وأن مرجعيته? العليا تلتفت للتحديات والفرص وتتواصل وتتحاور بخصوصها مع الجميع ومن مسافةٍ واحدةٍ وقريبة من الجميع.