د.اسمهان ماجد الطاهر
جمعت شخصيته شدة الواثق ورقة المتفائل. عندما تكون في حضرته تشعر أنك أمام قائد حكيم يضع الحلول لمشاكل الحاضر ويفسر الأحداث والقضايا بطريقة تجعلها أقل تعقيدا فتثق أن المستحيل هو مجرد الممكن الطموح الذي يحتاج منا جهدا وعزماّ وارادة. أما إذا تحدث عن المستقبل في الأردن فتشعر بأن القادم اجمل، وحين يسترسل بحديثه العذب عن الماضي تلمس فخرا وعزا يجعلك فخورا بأنك جزء من هذا النسيج الأردني الطيب الأعراق.
طاهر المصري شغل مناصب عليا عديدة وهي: رئيس وزراء لمرتين ورئيس مجلس النواب، ورئيس الأعيان، الوزير والنائب والسفير. كان لي شرف حضور العديد من المؤتمرات والندوات التي يزينها حضوره المليء بالخبرة والمعرفة والحكمة. عندما أسمع حديثه عن الوضع العام أشعر أن علي الاستماع ببصيرتي لا بأذني فقط حتى أختزن في وجداني درساً بلون الأوطان العالية الغالية.
بقلوب مجبولة على محبة الوطن والعلم والمعرفة أدرك من حوله حصافة رأيه فكان للنصح والمشورة التي يقدمها بمختلف القضايا الوطنية أثر وتأثير. لقد كان يسدي الرأي الذي دائما ما كان يرسل الطمأنينة في النفوس ويعيد المراكب إلى مسار السلام.
دولة المصري دائما ما يردد بأن القيادة الهاشمية المظفرة هي حقا هبة الله للأردن المناضل الرابط، ولم يرائي أو يحابي يوما في مصير الأردن العربي الهاشمي وفلسطين التوأم الغالية.
«أبو نشأت» حيث سمى ابنه تيمناً بأبيه نشأت المصري رجل الاعمال الذي عاش في نابلس وكان يملك الأسهم في شركات مساهمة مختلفة واخوه منيب المصري الذي شغل منصب عضو في مجلس إدارة البنك العربي، وعضو في مجلس إدارة العربي وهو عضو مجلس إدارة مجموعة الاتصالات الفلسطينية ورئيس مجلس إدارة مجموعة باديكو القابضة وعضو مجلس إدارة مجموعة الاتصالات الفلسطينية. والأخ الثاني هو ظافر المصري رئيس بلدية نابلس الذي استشهد في 2 مارس 1986 بعد فترة وجيزة فقط من توليه منصبه.
لقد أهدى لنا الزمان رجلاَ بقلب أصيل وفيا ذا معدن نفيس فكان «المصري طاهر» أردنيا بكل جوارحه، عروبي الأنفاس.
حظي المصري، بقبول كل أطياف المجتمع الأردني المتنوعة وأستطاع بحنكته وحكمته التي تجمع عليها أحزاب ونقابات، ومؤسسات مجتمع مدني وسياسيون كشخصية وطنية لاقت حالة من القبول المجتمعي له. وقد أتسم مسار حياته السياسي كما الاجتماعي بمعان عدة، تدلل على صواب نهجه، وسلامة رؤيته مع أفكاره، واتحاد الرؤية الوطنية الصادقة.
عندما أتحدث عن قامة كالمصري فأنا أتحدث عن أحد رجال الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. رجال كضوء الشمس يضيئون الطريق ويتقنون معنى كلمة الوطن. حمى الله الأردن وطناً وملكاَ وشعباً..
[email protected]