أ.د. محمد الرصاعي
في أي موقف تعليمي لا بد من تقويم تعلم الطلبة والتحقق من اكتسابهم للمعارف والمهارات المستهدفة، ويذهب الكثير من المدرسين في المدارس والجامعات إلى التقويم التقليدي والعزوف عن استخدام استراتيجيات تقويم حديثة تنسجم مع التعليم الجديد وخاصة بعد تحول العالم أجمع نحو التعليم عن بعد جرَّاء توقف التدريس بالطريقة التقليدية بسبب المخاوف الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقد يعود السبب في مراوحة استراتيجيات التقويم المستخدمة مكانها رغم التحول الكامل في عملية التعليم وتبدل الأدوات والطرق والاستراتيجيات إلى الاتجاهات والتصورات السائدة لدى المدرسين حول أدوات وأساليب التقويم.
دراسات وبحوث محلية عديدة أكدت أن معظم المدرسين لديهم اتجاهات سلبية نحو استراتيجيات التقويم البديل ويعزفون عن توظيفها في تعليم طلبتهم، فمنذ زمن بعيد يوجه خبراء القياس والتقويم التربوي اهتمام المدرسين نحو التنويع في استراتيجيات التقويم المستخدمة لتقييم تعلم الطلبة في مراحل التعليم المختلفة أو ما يسمى التقويم البديل، حيث يسيطر على ممارسات المدرسين في جميع مراحل التعليم استخدام طريقة وحيدة في تقييم تعلم الطلية هي طريقة اختبارات الورقة والقلم أو الاختبارات التحريرية، ويهدفون في الغالب قياس تحصيل طلبتهم لكمية المعرفة والمعلومات المختزنة في عقولهم، ورغم أن أهداف التعليم ليست مقصورة على هذا الهدف، ورغم وجود طرق عديدة للتقويم يمكن من خلالها قياس مدى تحقق الأهداف العديدةلعملية التعليم.
يتطلب التعليم الجديد والمعتمد كلياً على مهارات القرن الحادي والعشرين استخدام استراتيجيات تقويم جديدة تتصف بالتنوع والمرونة والقدرة على قياس المهارات والأداء في مجالات المعرفة، والتفكير، وجميع المكتسبات الشخصية كمهارات حل المشكلة ونقد المواقف والأفكار، وفي مقدمة ادوات التقويم البديل ما يعرف بملف إنجاز الطالب (Portfolio) وهو ملف لإنجازات واعمال الطالب المختلفة خلال الفصل الدراسي بحيث يهتم الطالب بإنجاز الأعمال والواجبات بدقة وفي الوقت المناسب، ويعزز ملف الانجاز التقويم الذاتي والدافعية للتعلم، ومؤخراً تم تطوير مفهوم ملف الإنجاز تماشياً مع المستجدات والتطورات في مجال تكنولوجيا التعليم ليصبح ملف الإنجاز الإلكتروني (E- Portfolio).
استراتيجيات وأدوات عديدة يستطيع المدرسين استخدامها لتقييم أداء طلبتهم في مراحل التعليم المختلفة بحيث يتم تقييم تعلم الطالب وتقدمه الدراسي بواسطة أعمال ومهام تتطلب انشغالاً نشطاً على شاكلة البحث والتحري في المشكلات والتساؤلات المستجدة والقيام بالتجارب الميدانية وإعداد العروض ونقد الأفكار خاصة إذا ما علمنا أن تحسين مستوى تعلم الطلبة هو الهدف الأسمى للتقويم وليس تحديد مستويات تحصيلهم فحسب.
[email protected]