يحرص الملك على إجراء لقاءات مع الكتاب الصحفيين الأردنيين في تقليد أصبح يحمل كثيرًا من المعاني، بل ويجب الحرص على قراءته، وبما يعكس قناعة ملكية بأهمية الإعلام بوصفه جزءًا مؤثرًا في منظومة الدولة، وعادة ما تستكمل هذه اللقاءات بعضًا من ملامح الصورة التي يحيط بها جلالته من لقاءاته المستمرة مع مختلف الفعاليات الشعبية، ويأتي اللقاء مع الكتاب الصحفيين ليمثل بلورة لمجموعة كبيرة من المعطيات والمؤشرات التي تتكامل مع جملة الأنشطة الملكية في التواصل الإيجابي تجاه ترتيب الأولويات تحت الأولوية التي تعني المواطن وتتعلق بتحسين ظروف معيشته على مختلف الأصعدة.
من موضوع الساعة ووسط كل ما يحيط به من تساؤلات حملها الكتاب الصحفيون لجلالة الملك، أتى التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، واستثمار النجاح الذي حققته الدولة الأردنية التي ظهرت بكامل مفرداتها واستطاعت أن تنجز من خلال التعاون والانسجام بين الشعب والمؤسسات والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية تجربة مرموقة وفارقة في مواجهة وباء عالمي، وبفضل هذه الحالة من التضافر الوطني سيخرج الأردن من أزمة كورونا أقوى مما دخلها، وسيكون في مقدمة الدول التي ستحظى بفرصة ترتيب الأمور على الأرض في وقت قياسي يجب استغلاله في تعزيز مكانة الأردن كوجهة للاستثمار والسياحة، فيما تكامل موضوعياً مع التأكيد على محاربة الفساد وسيادة القانون لتتعزز الثقة في الأردن وشفافية منهجه وأدواته.
تجاه المستقبل ألقى جلالته بالضوء على خارطة استثمارية واسعة ومتشعبة تشمل العديد من القطاعات وتستغل المزايا النسبية للأردن الذي تحصل على ثقة واسعة وتمكن من صيانة سمعته المتميزة، وأضاف مزيداً من المهتمين بزيارة الأردن والتعرف عليه، وأعطى شعوراً بالثقة للمستثمرين في كفاءة الدولة الأردنية ومنعة مؤسساتها، وهذه الأمور من ملامح الفرصة التي تحدث عنها جلالة الملك ودعا لرؤيتها واقتناصها وسط ضباب الأزمة ومصاعبها.
وتواصلت رؤية الملك عن الأردن ما بعد كورونا مع التحديات المقبلة، وخاصة على مستوى القضية الفلسطينية وسط النوايا الإسرائيلية لاستثمار أوضاع الإقليم لتمرير مشاريع مرفوضة أردنيًا، وتتعارض مع ثوابته ومبادئه القومية والوطنية، وأطلع الملك الكتاب المشاركين في اللقاء على التحركات الأردنية التي تمت مؤخرًا على الرغم من حساسية الظرف الراهن وصعوبته.
أكد الحديث الملكي الرغبة السامية في مواصلة الإعلام الأردني لدوره المسؤول وتعزيز دوره ضمن الجهود الوطنية من أجل العمل على البناء والتنمية، ومواجهة التحديات المقبلة، وتطرق جلالته للحديث عن أزمة الصحافة الورقية وحاجتها إلى الاهتمام والمساعدة، وهو ما يؤكد اعتزاز الملك والدولة الأردنية بالإعلام الوطني المسؤول الذي يستطيع أن يحمل رسالة الأردن إلى العالم وأن يعبر عنها بأفضل صورة وبما يليق بالأردن ومكانته ودوره.