خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كورونا والوصم الاجتماعي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. مهند النسور
شكّلت حالات الطوارئ في مجال الصحة العامة مثل انتشار جائحة كورونا في هذه الأيام تهديداً حقيقياً استهدف المجتمعات البشرية جمعاء دون تمييز، واضعاً إياها تحت إرهاصات لم يسبق لها مثيل.

وبالتوازي مع المخاطر الجسيمة على النطاق الصحي والاقتصادي برزت معضلة جديدة لجائحة الكورونا في المجتمع تمثلت بظاهرة الوصم الاجتماعي للمريض وعائلته وحتى للمخالطين على حد سواء.

ويقصد بالوصم الاجتماعي هنا، أن المجتمع لا يتقبل المريض من جهة والمريض نفسه يشعر بالعار من إصابته بالمرض من جهة ثانية، ولا أدلّ على ذلك مما شهدناه وبشكل متكرر من مظاهر السخرية والتهكم على وسائل التواصل الاجتماعي من المريض كشخص أو كمنطقة فانعكس ذلك على شعور بالإحراج والعار يعتري المريض الذي يسعى إلى مداراة شعوره بإخفائه (أمر إصابته أو مخالطته) وعدم إبلاغ السلطات المعنية بحالته.

وهذا الوضع الخاطئ قد يؤدي -لا قدر الله- إلى إهدار وإضاعة الجهود المبذولة في مكافحة وباء الكورونا وإعادتنا إلى نقطة الصفر؛ بل أكثر من ذلك، بحدوث ما لا يحمد عقباه على الصعيد المجتمعي.

ومن نافلة القول، التذكير أن مرض الكورونا كأي مرض لا عيب فيه ولا عار، لا يفرق بين عِرق دون عِرق ولا منطقة دون أخرى، فالكل تحت الخطر دون تمييز وهذا ما التقطته سريعاً ومبكراً دائرة الإفتاء الأردنية حيث أصدرت بياناً واضحاً دعت فيه إلى وجوب التأكد من صحة المعلومات وأخذها من مصادرها المعتمدة، وحرمت ترويج الشائعات ونقل الأخبار بلا توَثُّق لاسيما المعلومات المتعلقة بمرض الكورونا لأن ذلك من شأنه إثارة الهلع والذعر بين الناس والتشويش على المسؤولين عند اتخاذ قراراتهم بهذا الخصوص. ثم ما لبثت إلا أياماً معدودة وقامت بإصدار فتوى تحرم الاستهزاء والسخرية بالإنسان عموماً، وعلى وجه الخصوص لمن ابتلي بمرض أو داء كما حرمت السخرية بأهل بلد أو منطقة أصابها المرض أو البلاء. وأخيراً التشديد على حرمة إظهار أي نوع من أنواع الشماتة بالآخرين.

ومن الجدير بالذكر ما أظهره المجتمع الأردني من احترام وتعايش مع الوافدين والزائرين للأردن خلال هذا التحدي الصحي و المتمثل بجائحة الكورونا، في حين أننا نطالع في الصحف والفضائيات يومياً ما تتعرض له الجاليات العاملة والوافدة في الدول المختلفة، إلا أن الأردن يظهر مثالاً نفتخر به ونفاخر، في التعايش المجتمعي و احترام الوافد والزائر. و هذه مسألة إيجابية يجب أن نبنى عليها ونستنبط منها الدروس والعبر المستفادة.

إن معركة الوعي تحتّم علينا تنسيق الجهود وتكاملها والاستفادة من كل منبر (ديني، اجتماعي، ثقافي...) وتسخير رسائله بما يفيد التصدي لهذا الوباء.

المدير التنفيذي/ الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF