وعلينا ايضا بالتحلي بالواقعية والمنهجية العلمية والابتعاد عن الشحن العاطفي في التعامل مع هذا الوباء. حيث لا نعتقد بان سياسة "صفر حالات" هي سياسة ناجعة في هذه المرحلة، لا بل على العكس سيكون لها دائما الاثر السلبي سواء على المواطنين او على الحكومة. لاغراقها في العاطفة و مجانبتها الصواب.
وتبقى القدرة على تحري وفحص وتشخيص الحالات ومتابعتها ومتابعة مخالطيها العنصر الأهم حالياً في معركة مكافحة الكورونا والسيطرة عليه وهذا ما تفعله باقتدار وبنجاح لافت حتى تاريخه فرق الاستقصاء الوبائي من وزارة الصحة وباسناد من الجيش والاجهزة الامنية ومؤسسات المجتمع المدني الذين ما برحوا الميدان لغاية الآن.
وبإقرار ما عرف بـ (ساحات المناولة) على جميع المنافذ الحدودية البرية وغيرها من آليات واجراءات مشددة على الحدود والداخلين الى الأردن كونهم المصدر الوحيد لحالات الاصابة حالياً؛ يكون الأردن قد عمل جاهداً من خلال هذه الآليات على عدم تكرار على مثل هذه الحوادث. و في نفس الوقت التأكيد على اهمية عدم التراخي او الاستهانة باي ثغرة تحتاج الى معالجة مدروسة وشاملة.
مع الإبقاء على توقعات حدوث اصابات مستقبلية كما بينا سابقاً يستمر الرهان على زيادة الفحوصات المخبرية ومضاعفاتها، وتمكين فرق الاستقصاء الوبائي وتعزيزها من جهة أخرى.
يجب علينا تعزيز و تنمية الوعي المجتمعي من خلال زيادة التوعية و التثقيف الصحي، و استدامة التعاون على أعلى المستويات من قبل الأهالي مع الجهات المسؤولة عن مكافحة هذا الوباء. وبالرغم مما شهدناه من تجاوزات؛ تبقى تصرفات فردية لا تعبر الا عن أصحابها، وتبقى الكلمة للمجتمع الأردني الواعي الذي لطالما كان الرهان عليه ناجحاً.
حمى الله الأردن قيادة وشعباً.
* المدير التنفيذي الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية
