د. محمد كامل القرعان
لن يقبل الأردنيون المساومة على تكدير صفو حياتهم في مواجهة الجائحة باستجلاب الندم والحزن وتسطير نهايتها بالفشل ، مع احتمالية قرار عاطفي رسمي ، قد ينسف تحمل قساوة الايام الماضية ، ويبدد الصبر على ما جناه الشعب من قطف ثمار كبح جباح انتشار وباء كورونا؛ فالغالبية العظمى من الشعب تؤيد استمرار قرار الحظر خلال ايام عيد الفطر السعيد ، واذا ما كان هذا القرار يصب في حماية الناس من مفاجأت العدو الخفي ، لابادة الوباء قطعيا وتقطيع اوصاله بالكامل.
لم يبقى الا القليل من الوصول إلى نهاية المشوار بصبر الجميع َوبايمانهم قطف ثمار ما زرعوا،
واصبحو ، ينعموا بما جنوه من تجاوز محنة أنتشار المرض ، بالتأكيد فان وعي الجميع وصحتهم ومصلحتهم تعنيهم و لا تتعارض مع قرار الحظر طيلة ايام العيد ، وحال لسانهم ، فان الاردنيين مستعدون الربط على قلوبهم للاستغناء عن الاحتفاء بالعيد من اجل مواصلة معركتهم ضد الوباء حتى اعلان النصر الكامل وتنجلي هذه المحنة وتزول .
فالتوقع السائد وهو المامول ، لدى الناس بعد ما ترسخت القناعة التامة بنجاح الاجراءات الحكومية لغاية اللحظة، وبعد ما تعززت الثقة بادارة الازمة في التوجه وحسم الموضوع باتخاذ قرار الحظر، لا سيما انه للصالح العام ؛ هذا لا يضير صاحب القرار، بل على عكس سينحاز الناس له بالتأييد والدعم والمسانده ايضا ، وقد انتقد الكثير قرار العودة السريعة الى الحياة الطبيعة كالمعتاد في ظل عدم الالتزام المأمول من المواطن ومن اصحاب المحال باتباع الاجراءات الوقائية ، وفي الأقدام على الالقاء على الحظر من اللائق أخذه بالصورة العاجلة دون وجل ، حتى لا يبقى مدار نقاش واعطاء فرصة في طريق الاسترخاء.
كما أن قرار الحظر ، بمثابة الحجة القوية في الالتزام و التباعد الاجتماعي، وتجميد التزوار بالعيد والاستعاضة عنها بشبكات التواصل الاجتماعي ، وهي مثابة عذر رسمي واجتماعي لتجنب المخالطة و والمعايدة المباشرة ، وغير ذلك القرار فإنه يعد القفز الي المجهول ويترتب عليه تبعات خارجة عن التوقعات ، بما تفرضه العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة .
قطع الأردن شوطا كبيرا ، وتحمل الجميع على نفسه ، قساوة الحظر الجزئي والشامل واخذ على نفسه ، ودفن موتاه بصمت واقام احنفالاتها أيضا بصبر ، للوصول إلى نتيجة مرضية ، فليس هناك استعداد الان خسارتها -لا سمح الله- او اضاعتها حتى لا ( نضرب الكف على الآخر) بالندم ونعود للمربع الأول.
الاردن شكل انموذجا يحتذى بالعالم في إدارة الازمة لمواجهة وباء كورونا المستجد وبفترة قياسية ، وحقق نجاحات تعتبر الأفضل عالميا بسيطرته على الوباء واصبح مضرب مثل واعتزاز بين الامم ، بفضل الله حتى وصل إلى( ٨ ) إيام متتالية عدم تسجيل حالة إصابة ؛ فهذه النتيجة لم تات من فراغ وإنما نتيجة جهد وتعاون ووعي وتحمل الجميع مسؤولياتهم.
لا يعيب احد اتخاذ قرار يصب في مصلحة الجميع وسط هذا التفهم ، وهو حظر كالمعتاد فترة إيام العيد ، وعدا ذلك لن تكون النتائج مرضية ، ولصاحب القرار الخيار والاختيار بذلك.