كورونا يؤلف أول حكومة الشر للشر ُخلق

نعم الشر للشر ُخلق كل من تابع ازمة الحكومة الصهيونية ما بين اليمين واليمين المتطرف ما بين الليكود وحزب ازرق ابيض لم يكن يتوقع تشكيل حكومة صهيونية الا بمعجزة لا يمكن توقعها، فجاءت المعجزة من كورونا الشر الموسمي لانقاد الشر المستدام في الشرق الأوسط المتمثل في أبناء جلدته الصهاينة من مأزق كان سيعصف بهما الى مزبلة السياسة والتاريخ.

فمنذ تفشي وباء كورونا وأزمة الكيان الصهيوني في التعامل معه والتقليل من نتائجه لصالح الحسابات الصهيونية الداخلية جعلت من الكيان الصهيوني احدى أكثر الدول أزمة في تعاملها مع الوباء، لذلك ونظراً لهذا التفشي الواسع وامتداده الى المؤسسة العسكرية اضطرت الأحزاب الصهيونية الى التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لم يسبق لها مثيل في التاريخ السياسي منذ الأزل.

فقد توافقت الأحزاب اليمينية بشقيها الليكود وازرق وابيض على صيغة حكومة وحدة وطنية ،للجم الانتشار الواسع والخارج عن السيطرة لوباء كورونا ،ولكنها بالمضمون اتفقت على التسريع في ترجمة بنود صفقة القرن الصهيونية والتي ترتكز على ضم المستوطنات في الضفة الغربية في الأول من تموز القادم وضم غور الأردن والحفاظ على قانون القومية الصهيوني المتركز على الهوية اليهودية الدينية والشوفينية والعنصرية وتوظيف اخر

للانشغال العالمي بمكافحة شر كورونا و سرقة كل خير وشعور عالمي بمحورية و بأهمية الانسان.

كل ذلك لا يمكن أن يكون جزءا من القراءة الصهيونية للمشهد الإنساني فالمنطلقات التي تحدد مرتكزات الشر الإنساني تنبع أصلاً من هذا الكيان الغاصب والذي انتظر حليفه الأكبر وباء كورونا الشر المطلق على الأرض ليسند ويوحد بين الشرين نتانياهو وغانس من أجل خلق بيئة تؤسس لصراع دموي لصراع بين الخير المطلق الذي غيب السياسة لصالح الانسان في هذه المرحلة كما عكسته الأردن وفلسطين في ابهى صوره، وبين من يوظف عولمة الرعب والموت الكوروني من اجل تحسين واقعه الشخصي والسياسي ولهروب من السجن.

فليس غريبا عندما نقول ان الشر يخلق شرا فان التفاهمات بين حزب الليكود وحزب ازرق ابيض بتفاصيل حقائبها الوزارية لا تهم الأهم فيها هو ان يكون نتانياهو الفاسد مع سبق الإصرار رئيساً أولا في هذه الحكومة لمدة سنة ونصف وغانتس 'رئيس الحكومة البديل' حيث سيتولى منصبه بموجب اتفاق التناوب في أكتوبر/تشرين الأول 2021.هذا الاتفاق لم يشهد مثله التاريخ البشري مطلقا وذلك لأنها حكومة فرضها الشر الموسمي الأكبر على ادواته في المنطقة:

ولذلك ستكون كل القرارات التي تتخذه في الكنيست الصهيوني مرتكزة فقط على القرارات التي تخص وباء كورونا في الجانب التشريعي الداخلي ،اما السياسي وهو الأخطر هو الاتفاق كما اسلفنا على الضم بشقيه المستوطنات وغور الأردن وهذا يعني ويوضح بشكل جلي ان هذا الكيان الصهيوني تخلق ازماته الحكومية بناء على المحاصصة الناصبية والمصلحة الخاصة (حصانة نتانياهو) لأن هذا الكيان بكل مكوناته وتصنيفاته السياسية متفق تماما على ان هذه ارض تخص اليهود فقط .

وان الشعب الفلسطيني يجب ابادته واخراجه من هذه الأرض وكل ما يشاع عن تعايش وسلم اثبتت التجربة انه مجرد صدى لظروف بعض المؤسسات الإنسانية الدولية الضاغطة.

لا نريد هنا المقارنة بين نمو الشعور الإنساني والتعاطف بين الشعوب وغياب حواجز النوع والطائفة والدين ،هذه المرحلة تبادر النخب الفنية والثقافية الدولية للتخفيف من وطأة الخوف وترسيخ التلاحم الإنساني امام الرعب العام خلال كل ذلك ينبثق اتفاق جوهره عنصري والذي سيؤدي الى صراع دموي روحاني ديني سيندم على شخصنة السياسة الصهيونية كل داعم لها في المنطقة.

لقد تعلمنا في الأردن درساً لا يمكن ان ننساه مطلقا بان مقاومتنا لا يمكن ان يقف امامها وامام مبادئنا وقيمنا أي عدو معلوم او محلي الصنع وخضنا معركة كورونا بمثالية ومقاومة تجسدت بالتلاقي مع مناسبتي عيد الفصح وشهر البركة ولانتصارات رمضان .

رسالتنا لهذا الكيان ستصله مع جحافل كورون المهزوم يقول فيها ان كل رهان على ضرب مرتكزات حصانة جبهتنا الداخلية والذي حاول هذا الكيان على مدار التاريخ نسفها ومحاولة زحزحتنا عن قيمنا او ادخالنا في تجاذبات مشبوهة يعرف تماما ان الأردني وبقيادته الهاشمية لن يتزحزح عن فلسطين وعن الوصاية الهاشمية قيد أنمله فشر كورونا يحارب في العالم ولكنه في الكيان الصهيوني يصنع حكومة.