في هذا الموضوع الشائك وفي البعد المتعلق بمدى أبوية الدولة الأردنية للإعلام في الأردن فيمكنني القول أن الإعلام الإردني نما وترعرع في كنف الدولة ولم تنجح أية تجربة وتحديدا في الصحافة الورقية منذ تأسيس المملكة بعيدا عن حضن الدولة، ولذلك من غير المعقول أن تتبرأ الدولة من مسؤولياتها تجاه الصحف وتحديدا ($ والدستور) وهما الصحيفتان اللتان أوكلت لهما » المهام القتالية» وفي الأوقات الحرجة للدفاع عن الأردن الوطن والملك والإنسان، ورغم كل ذلك التاريخ أقول أن الدولة الأردنية بكل مؤسساتها وبخاصة الحكومات لم ترغب في أن تتحرر الصحافة من تلك العلاقة الأبوية أو علاقة التبعية باتجاه العمل على أسس تجارية، وبقيت تمارس سطوتها الاعتبارية واحيانا السلطوية لابقاء الصحافة على «قد اليد»، والسؤال الآن وهو موجه لمفاصل صنع القرار في جسم الدولة.. هل أصبحت الصحافة الورقية مجرد كلفة مالية وانتفى دورها السياسي والوطني، أم أنها باتت مجرد إرث من الماضي لم يعد ضروريا للزمن الحالي؟
رهان الصحفيين على معالي امجد العضالية الوزير المخضرم الذي خدم في كنف الديوان الملكي في عهد الحسين رحمه الله وفي عهد الملك عبد الله اطال الله في عمره، الرهان عليه لأنه ابن الخبرة والتجربة والمعرفة الدقيقة بمفاصل الأمور وما كانت تُكلف به الصحافة من مهام قتالية هجومية للدفاع عن العرش والوطن وكان وزميله معالي أيمن الصفدي وقتذاك يقومان بضبط الاداء الإعلامي لتلك الصحف وفقا للبوصلة الوطنية بدقة واحتراف وفي ازمات مفصلية تاريخية.
يخطئ من يعتقد داخل الحكومة أو خارجها من إن بعض الإعلام «المولود من الخاصرة» حديثا يمكن أن يفي بالدور الإعلامي للدولة، فعلى هؤلاء العلم بأن الصحافة الورقية ما زالت أهم بكثير من التلفاز والإذاعات على مستوى العالم، فالدراسات تؤكد أن قراءة الصحف الورقية تشكل 60% من القراء بالعالم، ولمن لا يعلم من هؤلاء ان واحدا من اسباب قوة نتانياهو هي صحيفة ورقية اسمها «إسرائيل هليوم» أصدرها الملياردير شيلدون ادلسون اليهودي الأميركي الحليف الدائم له عام 2007 وتوزع بشكل يومي ومجانا وساهمت بدرجة كبيرة في كبح جماح المعارضين له وفي نجاحه السياسي..
سؤالي هل من عبرة؟!
[email protected]
