رأينا
لم يعد خافياً على المواطنين في الأيام الماضية عدم وجود أي نقص في المواد الطبية والمستلزمات الأخرى التي يحتاجونها على مستوى التعقيم والضروريات الصحية الأخرى، إلا أن العمل المنهجي للملك والإصرار على التأكد من الجاهزية على جميع الأصعدة كان العنوان لزيارته التفقدية لمعاينة المخزون الاستراتيجي من المعدات والمستلزمات الطبية في الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة، والمدة الزمنية الآمنة لتوفرها.
وإذ أبدى الملك ارتياحه في جولته التي حضرها ولي العهد ورئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الصحة عن توفر المخزون الاستراتيجي الذي يكفي لعدة أشهر، حث جلالته القطاعين العام والخاص على بذل الجهود لتوسيع القدرات المحلية لإنتاج الأدوية والتركيز على المستلزمات الطبية ومستهلكاتها للأغراض المحلية والتصدير، وهو ما يمكن أن يسهم في مساعدة الاقتصاد الأردني على التعافي من خلال الاستحواذ على حصة مناسبة من السوق العالمي الذي يتنامى فيه الطلب على هذه المنتجات، ولا سيما أن دول العالم ستحرص في المرحلة المقبلة على تعزيز احتياطاتها من هذه المواد.
وفي زيارة أخرى جرت أمس أيضاً توجه الملك إلى مستودعات المؤسسة الاستهلاكية المدنية للاطلاع على مخزونها من المواد الغذائية مشدداً على ضرورة الجاهزية لشهر رمضان الكريم الذي يحل على الأمتين الإسلامية والعربية خلال الفترة المقبلة، في لفتة من جلالته لا تنحصر فقط في الاطمئنان على المخزون الاستراتيجي وحده، ولكنها تمتد إلى رغبته في المحافظة على معنويات المواطنين الذين يدخلون شهر رمضان الكريم للعام الجاري في ظروف غير مسبوقة من شأنها التأثير على أنماطهم الحياتية.
وفي هذه الزيارة أوعز جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بدراسة إنتاج سلع غذائية محلياً، بالتنسيق مع الشركات والمصانع الوطنية، للحفاظ على «مخزون آمن» في كل الظروف وزيادة الإنتاج المحلي، وذلك ضمن منظور شمولي للتوجه لإعادة هيكلة الإنتاج الاقتصادي ضمن الأولويات الوطنية التي فرزت نفسها في الآونة الأخيرة، واطمأن الملك في هذه الزيارة على الحدود السعرية للمواد في المؤسستين المدنية والعسكرية، واستمع إلى الاحتياطات المتخذة على هذا الصعيد والجهود المبذولة لمنع الاحتكار وتعزيز عمل هاتين المؤسستين بما يمنح الثقة للمواطنين في سلسلة التزويد الوطنية.
كما اطمأن جلالته على قدرة المؤسستين على تسهيل عملية التزويد للمحافظات في هذه الظروف إلى جانب تحريك أسواق متنقلة للمناطق النائية، التي لا تتوفر فيها فروع للمؤسسة، وخاصة في هذه الظروف التي تتطلب من المواطنين الالتزام بالإجراءات الصحية وتحديد تحركهم ضمن الحدود الدنيا.
أتت هذه الزيارات لتكون الترجمة الفعلية والقاطعة لمقولة ولي العهد التي اختصرت الكثير والكثير مما عاينه ورآه في صحبة الملك في هذه الأزمة: في الصفوف الأمامية دائماً... دمت لنا سنداً وذخراً يا سيّدي»، ونردد مع سموه دعاءه لله عز وجل بأن يديم جلالته سنداً وذخراً للأردن والأردنيين.