رأينا
ترأس الملك بالأمس اجتماعاً لمتابعة إجراءات التعامل مع فيروس الكورونا على المستوى الوطني، واطلع على مجموعة من التطورات والإجراءات التي قدمتها الأجهزة التنفيذية المناط بها إمضاء قانون الدفاع في الحدود التي وجه الملك بتفعيلها لمواجهة هذه الأزمة على المستوى الوطني بعد أن أوعز جلالته بوضع القانون محلاً للتنفيذ حفاظاً على صحة المواطنين وسلامتهم، وتعزيزاً للأمن والاستقرار في هذه الظروف الحرجة حيث الهلع يتحكم في العالم، وحيث تتفاعل المخاوف في كل مكان، وكانت المؤشرات جميعها تؤكد صواب القرار الملكي حيث لم يسجل انتشار الفيروس إلى اليوم أي انفلات يشير إلى مخاطر كبيرة محتملة.
أعطى الملك مباركته لاستمرار التعطيل الجزئي لكثير من المرافق غير الضرورية في هذه المرحلة، بناء على توصيات لجنة الأوبئة التي يعتبرها جلالته صاحبة التوصية الأهم والصوت الذي يجب على الجميع الانصات له، مع التأكيد على خطط فرعية أخرى لتسهيل حياة المواطنين وضمان تلبية المواطنين للاحتياجات الرئيسية مع ضرورة مراقبة الأسعار، مشدداً على تطبيق القانون دون تهاون لمنع الاستثناءات والتجاوزات، ومؤكداً خضوع حتى أقرب الناس لجلالته لنفس المعاملة وتحت سقف القانون ووفق نصوصه، في تأكيد على قدر كبير من الأهمية للأجهزة التنفيذية وفي مقدمتها الحكومة للتقدم بثقة في وضع أية اجراءات لازمة لحماية المواطنين والمحافظة على سلامتهم.
يعلن الملك بوضوح، ويضع أمام المتذمرين من التكلفة التي يتكبدها الأردن ومخاوفهم الاقتصادية حقيقة جلية وواضحة مهما حاول البعض أن يتجاهلها، تتمثل في أن الإنسان أغلى ما نملك، فالقيادة لا تتوقف عند هذه النوعية من التفاصيل في حالات الضرورة القصوى، وفي هذه الحالات تتبدى القيادة الحكيمة والشجاعة والمسؤولة وتتجلى وتفرض نفسها، فكل هذه التضحيات بقيت تبذل وستظل للمحافظة على المواطن الأردني على أرض الوطن وخارجه، ولنتذكر أن جلالته وجه مبكراً بعودة أبنائنا من ووهان الصينية مع الأيام الأولى لتفشي المرض فيها، في الوقت الذي تركت فيه دول عظمى مواطنيها يتدبرون أمورهم للتنقل بين مطار وآخر في ظروف صعبة ودقيقة.
سيحصل الأردنيون على فرصة مناسبة ليضعوا كل شيء في نصابه بعد الأزمة، ولاستعادة حيوية كافة القطاعات الاقتصادية، ويكفي أن تستمر الروح المعنوية على هذه الوتيرة، وتكفي استمرارية حالة التضافر والتعاضد الوطني على هذا المنوال المشرف، من أجل أن يخوض الأردن نهضة حقيقية بعد انقشاع هذه الغمة من على صدره، وهو ما يملأ قلوب الأردنيين بالثقة ويساعدهم على أداء ما يطلب منهم من صبر وتحمل وتبقى اطلالة الملك من موقع القيادة في هذه الظروف أشبه بإشراقة تطمئن الأردنيين حول المستقبل، خاصة أنهم سيدخلون أسبوعين جديدين من الحظر قد يكونان مكلفين وشاقين، ولكنهما يهونان لعيون أردننا وأبنائه الذين يدركون المعنى الحقيقي للأردن وطناً وقيادة ودولة ومؤسسات.