ضيف الله الكعيبر يطوي آخر الصفحات
11:00 9-2-2020
آخر تعديل :
الأحد
الشيخ المرحوم ضيف الله الكعيبر يطوي صفحة حافلة بالمجد, مليئة بالإنجازات, صفحة تاريخية ناصعة, تحتفظ بها قبيلة السرحان العريقة, إلى يوم الدين, جمع الرجل الحنكة والحكمة والقيادة والصبر, وفراسة البادية, وفروسية الشجعان, صحيح أنه قائد اجتماعي مميز, وله حضور دائم, وإطلالة زاهية, ولكنه في نفس الوقت قامة وطنية, تركت فراغاً سياسياً في المنطقة, وكان له رأي وازن في أحداث الساعة, ومواقف خالدة, صقلته الحياة, واشتد ساعده بخشونة البادية, كان قوي المكسر, صعب الانقياد, اتكأ على إرث عريق, استظل تحت شجرة طيبة, نشأ وترعرع في بيئة نادرة المطر, فتغذى على حبات الندى, حتى تحورت أوراقه إلى أشواك قاسية, في مجتمع قبلي يمتاز بالصلابة, وقوة المقاومة, لكنه استمر كملح الأرض لا يطيب الطعام إلا بوجوده.
نعم فقدناك, وافتقدتك البادية, فأصبحت تبكيك القلوب والعيون, وتحزن لفراقك المناسبات, وتشعر بالشوق إليك الدواوين, يسري بأهل البادية الحنين صباح مساء ليستحضروا تاريخك ومواقفك وقوة بأسك, وهيبة الصمت, وجلال الحديث, ووقار الحضور, ونزعة الكبرياء, وأنفة البدوي.
أبو منور... سلامٌ عليك يوم ولدت, وسلامٌ عليك يوم موتك, وسلامٌ عليك يوم تبعث حياً, لك الدعاء برحمة الله, وجنة الفردوس, مع ثلة من الأولين على سررٌ مرفوعة, ندعو الله عز جلاله أن يتغمدك بالعفو والمغفرة, وأن يمنح أهلك وعائلتك وقبيلتك, ومحبيك فضيلة الصبر, قال تعالى: ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)) صدق الله العظيم
صحيح أن قبيلة السرحان فقدت أحد فرسانها, ولكن تلك القبيلة العريقة ستبقى كالأرض الخصبة, غنية بمعادن الرجال, وبعذوبة مائها, وصفاء نبعها, واستمرار مجدها, ومواصلة تاريخها العريق, وبروز فرسانها الشجعان, الذين سيملأون الفراغ, ويقودون المسيرة, لتستمر الراية عالية خفاقة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.