في ذكرى ميلاد جلالة القائد المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين يحق لنا أن نفاخر بكل المضامين المثالية والاستثنائية التي استهدفت تطوير وعينا الجمعي بتدرج وقدرة على الاستشراف من أجل ترسيخ قواعد ومرتكزات تحول حقيقي نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحق الاختلاف، وحرية التعبير، فنقلتنا من المراقب السلبي إلى المشارك الحقيقي تمهيدا لوضع البلاد على أبواب تحول حقيقي متدرج وممنهج منذ رسالة عمان مروراً بمشروع الإصلاح الشامل على كل الأصعدة وفي كل مجالات الحياة العملية والاجتماعية والتنموية والسياسية والثقافية، وصولاً إلى خارطة الطريق المتمثلة بالتكامل المنهجي والأكاديمي التي رسخته الأوراق النقاشية السبع، وصولاً إلى هذا اليوم الذي استطاع الأردن أن يفاخر كل مرتكزات الدول الحديثة في جعلنا خارج الاستهداف ليس لأنها إرادة دولية أو إقليمية إنما كونها نتيجة طبيعية للعلاقة الاستثنائية بين القائد والشعب.
علاقة انعكست بكل تجلياتها على حصانة الجبهة الداخلية، وجعلت الأردن عصياً على كل استهدافات مراكز القوى الإقليمية والدولية، وجعلته عصياً أيضاً على كل من يلعب السياسة من خلال الاصطياد في المياه العكرة، والتي تجلت فيما عرف من إعلان عن «صفقة القرن» والتي أجاب عليها جلالة الملك عبدالله الثاني بغاية الذكاء عندما قام بزيارته المجيدة في نفس يوم إعلان الصفقة، إلى جغرافيتنا الحبيبة في وادي عربة مشجعاً على توسيع دائرة الاستثمار الزراعي في المنطقة تجسيداً لسيادتنا الوطنية من جانب وتجسيدا من موقفنا السياسي بأن كل ما جاء في صفقتكم قادرون على اسقاطه إذا ما تعدى لاءاتنا الثلاث والتي باتت معروفة للقاصي والداني القائمة على رفض الوطن البديل وحقوق اللاجئين بالعودة والتعويض وعروبة القدس ووصايتها الهاشمية الروحية والتاريخية بتكامل وتنسيق وتبادل أدوار بين القيادة الفلسطينية والقيادة الأردنية لمراكمة المقاومة لكل تلك المشاريع التي تعبر عن عدم معرفة سيكولوجيا شعوب المنطقة.
وخاصة شعبنا الأردني الباسل الذي اثبت على مدار التاريخ وفي ظل قيادتكم الفذة انه قادر على الصمود والتصدي واسقاط كل استهداف لثوابتنا السياسية والوطنية فشكرا لك جلالة الملك فقد علمتنا صيانة الأمن والوئام والاستقرار وعلمتنا أن الحقيقة هي الملموس والمحسوس وليست الإشاعة الهدامة والمشبوهة، شكراً لك لقد رسخت في وعينا وعلى مر التاريخ ان الإسلام والعروبة وفلسطين لا تخضع للمساومة او التوظيف وجعلتنا نحاكم كل الأمور بالنصف المليء من الكأس شكرا لك فقد علمتنا ان الأرض والانسان لا يمكن تجاوزهما فاستعدنا «الباقورة والغمر» وأعدنا هبة وعبد الرحمن وجعلت السيادة على الأرض والعرض خط أحمر، لا يمكن تجاوزه فنحن نعيد تجديد البيعة مفاخرين العالم بوجدك بيننا مهما علا ضجيج «طعنة القرن» هكذا كنا، وهكذا نحن، وهكذا سنبقى في عرين الهاشميين.
مواضيع ذات صلة