النائب د. فايز بصبوص
سؤال كبير طرحته الأزمة الأخيرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وخاصة ما ترتب على تلك الأزمة من نتائج مرحلية بعد خفض التصعيد، وذلك من خلال النظر إلى كيف ادارت طهران تلك الأزمة فقد أثبتت النتائج المباشرة أن ما يُسمى محور المقاومة والذي تتصدره إيران قد أصيب بانتكاسة كبيرة، وسبب ذلك صعوداً إلى أعلى الشجرة قبل واثناء وبعد الأزمة، فقد كانت التوقعات تصب في مصلحة المهادنة والتهدئة والعودة إلى قواعد الاشتباك القديمة كمصلحة لكل الأطراف وكان الرد الإيراني متكيفاً والمتطلبات الأميركية بعدم قتل أو جرح أي أميركي،?وكان الأمر صاعقاً على كل المتابعين والمراقبين، وخاصة على أدوات أو التنظيمات الداعمة للموقف الإيراني في المنطقة كلها من العراق مروراً باليمن وسورياً وصولاً إلى فلسطين، فقد أثبتت التجربة على أن قوى المقاومة الفلسطينية التي تدعمها إيران ان لا تراهن مطلقاً على الدعم الإيراني.
فعندما يقتل الرجل الأقوى في إيران وبحجم قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ويكون الرد الإيراني «خجولاً» فإن على كل الفصائل أن تعيد حساباتها، وأن تخرج بكل وضوح عن مفهوم المحور (المقاومة) فهذه تعتبر أسطورة لا يمكن أن تترجم في الواقع واثبتت التجربة، وتحديداً في العدوان الأخير على غزة عندما وقفت «الجهاد» وحدها تقاتل وكانت تتلقى دعماً إعلامياً حدث ولا حرج. وقلنا آنذاك إن هذا تصعيد محدود لا يستوجب التضامن العسكري معهم، إذن يجب أن نضع في فلسطين هذا البعد بإطاره المركزي والعمل على برنام? مقاومة خارج بكليته عن إسناد محور المقاومة، فلا وجود حقيقي لذلك المحور.
من هنا أدعو المقاومة الفلسطينية إلى العودة إلى برنامجها في المقاومة الدولية والشعبية وخاصة احياء جوهر مسيرات العودة، من خلال تطوير البعد السياسي والتي تشكل أداة ضغط كبيرة على «السلطة» والكيان الصهيوني ورفعها من دائرة تخفيف الحصار الى سقف سياسي يقوم على تعزيز انخراط قطاع غزة في العملية الكفاحية للشعب الفلسطيني وذلك يتطلب عدم تحويل تلك المسيرات إلى مجرد حالة مطلبية رغم كلفتها الدموية العالية، إذ يجب تحديد هدف الوحدة الوطنية كهدف مركزي في البعد السياسي المتحول وخارج إطار ما يسمى التفاهمات الأمنية، الأهم من ذل? هو إعادة التفاعل الإعلامي من S. D. B وهي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وإنزال العقوبات بإسرائيل فهذه الحركة رغم تصنيفها ضمن تهمة اللاسامية المعهودة من الكيان الصهيوني إلا أنها وعلى مستوى دولي انتقلت من حركة لمقاطعة منتجات المستوطنات إلى المقاطعة الاكاديمية وكشف زيف الديمقراطية الصهيونية، ما أدى في الحقيقة إلى عزل دولة الاحتلال.. يتبع.1/2