رأينا
يعبر مجلس بسمان محطة جديدة مع استقبال الملك لأبناء عشيرة عباد في مسيرة من التواصل المفتوح الذي يرعاه الملك مع أبناء الشعب الأردني ليتلمس عن كثب احتياجات المواطنين وهمومهم ومقترحاتهم في ظل أنموذج خاص بالأردن تتجلى فيه معالم عقد اجتماعي متفرد في جوهره وطرق التعبير عنه، وعلى أرضية هذه العلاقة الوطيدة بين القيادة الهاشمية وجموع الأردنيين تضرب التجربة الأردنية جذورها وتواصل رسائلها الموجهة إلى الداخل الأردني في تأكيد على التراص والتلاحم على المستوى الوطني، والموجهة للخارج لتأكيد منعة الأردن ووقوفه شامخاً أمام عدمية الدعاوى التي يحملها المتربصون بأمنه وسلامته.
يتجاوز الأردنيون ظروفاً صعبة على المستوى الاقتصادي، ومع أن القيادة تدرك من موقعها الأفق الذي يحمله المستقبل للأردن والفرص الكامنة داخل التحديات، إلا أن كثافة تواصلها مع الشارع الأردني وحرصها على المواطنين تجعلها تستنهض الهمم تجاه التخفيف عن كاهل المواطن في هذه الظروف، فالقيادة الملكية تتعامل مع المواطنين خارج منطق الأرقام والإحصائيات الجافة وتتحيز للمعايشة والتواصل البناء والمستمر وتلمس المشكلات ومواجهتها بحكمة وشجاعة، وتتطلع لعدم تفويت الفرصة على جيل من الشباب الذين يتطلعون للانخراط في العمل المنتج بما يمكنهم من بناء أسرهم ومباشرة مسيرتهم في الحياة، وذلك تحت مبررات جاهزة مثل التأزم الاقتصادي العام أو الظروف الإقليمية.
يؤمن الملك بالإنسان من مفهوم واقعي ويتفهمه كمجموعة من المشاعر والاحتياجات والطموحات، ويرفض المبررات التي يمكن أن تخوض فيها أي جهة لتبرير سوء الأوضاع الاقتصادية، والتهوين من المؤشرات الاقتصادية التي ترتبط بالمواطنين بصورة مباشرة، وفي الآونة الأخيرة يتقدم البحث عن الحلول لهذه القضايا كأولوية على غيرها من الإصلاحات وخصوصاً في هذه المرحلة.
يسعى الملك إلى إحداث تغيير شامل في ثقافة المواطنين تجاه العمل والتشغيل، ولذلك يتلمس المتابعون تحرك وزارة العمل في كل اتجاه لمحاولة ترجمة الرؤى الملكية إلى منجزات يتلمسها المواطنون، وتعتمد المنهجية الملكية على المتابعة المستمرة والتعرف على توجهات المواطنين من خلال قياداتهم الاجتماعية التي تستطيع أن تتبنى التغيير والتحديث، وفي حوار تسوده أجواء المصارحة والاهتمام والاستعداد للتعرف على التفاصيل التي تتعلق بالمواطنين، وخاصة الشباب منهم، تلقي محطات بسمان بالضوء على تشكل مشروع جديد يحمل تغييراً في ثقافة العمل والإنتاج، ويؤكد جدارة الشباب الأردني وأهليته لخوض التحديات، ويحتاج الشباب في هذه المسيرة إلى الالتفاف الاجتماعي والملك يقدم لقادة المجتمع الإسناد الكامل ليكونوا جزءاً من الحل وليقوموا بدورهم تجاه الجيل الحالي والأجيال القادمة.