أ.د. محمد الرصاعي
في أثناء عبور المنخفض الجوي للمملكة تم عبر موقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية تداول عدد من المشاهد لأفراد وضباط من الأمن العام وهم يبادرون بمساعدة المواطنين في تجاوز الصعوبات التي تواجههم جراء الأمطار الغزيرة أو الرياح الشديدة التي نتجت عن الحالة الجوية في مواقع عديدة في مملكتنا الحبيبة، ولم تمنع شدة سقوط الأمطار رجال الأمن العام من القيام بمهامهم وواجباتهم في خدمة الوطن والمواطن سواءً في تنظيم حركة السير، أو تقديم المساعدة للمركبات التي تعرضت لأعطال، عدا عن واجباتهم المعتادة في حفظ أمن المواطن وم?سسات الوطن.
وفي الوقت الذي تردد الكثير من المواطنين فيه من الخروج لجلب مستلزماتهم المعيشية جراء الحالة الجوية، يقف رجال الأمن العام تحت المطر وفي مواجهة الرياح العاتية يجوبون الطرقات ويراقبون حركة السير ويبادرون لتوعية الناس بمخاطر عديدة قد تنجم في أي وقت، ويرسلون التنبيهات المتكررة حول حالة الطرق، وقد يلجأون إلى إغلاق بعض الطرق في حال تردي الأوضاع الجوية حفاظاً على سلامة المواطنين ومنعاً لحدوث الحوادث المؤلمة لهم لا قدر الله.
كما تعاملت وحدات الدفاع المدني والدرك مع الحالات التي استدعت تقديم خدمة الإسعاف والإنقاذ وخاصة التعامل مع السيول والانجرافات أو الحرائق الناجمة عن استخدام المدافئ، إضافة إلى نقل المرضى والحالات المرضية المزمنة إلى المستشفيات والمراكز الصحية.
الخدمات المقدمة من جميع كوادر الأمن العام للمواطنين هي خدمات تنفذ بحرفية ومهنية عالية وتقدم في الوقت المناسب، وفي العديد من الحالات يتعرض أفراد الأمن العام للمخاطر والاصابات في أثناء تأدية واجباتهم فهم لا يترددون في الإسراع لتلبية نداء المواطنين حتى لو أدى ذلك لتعريض حياتهم للخطر، كما أنهم يواصلون الليل بالنهار ويسهرون على راحة المواطنين وخدمتهم.
لقد كانت على الدوام علاقة المواطنين برجال الأمن العام وكوادره علاقة الأسرة الواحدة المتماسكة ولم ينظر المواطنون لهم إلا كأبناء مخلصين أوفياء لوطنهم وقيادتهم، مقدرين أدوارهم وقيامهم بواجباتهم خير قيام، فكانت علاقة الاحترام والتقدير والود المتبادل هي التي تغلف التفاعل اليومي بين المواطنين وكوادر الأمن العام، ولم يلمس المواطنون يوماً شعوراً بقصور دور هذه الكوادر أو ممارستها سلوكات تخرج عن التعامل الإنساني الراقي، أو ممارسة سلطة أو عنف أو انحراف عن أهدافهم النبيلة، حفظ الله رجال الأمن العام من كل مكروه وجنب بل?نا العزيز كل شر.
[email protected]