كتاب

هدية الميلاد الصهيونية

في هذه الأيام والتي يحتفل فيها الإخوة المسيحيون في كل العالم بأعياد الميلاد المجيدة يرسل الصهاينة هدية في محاولة اغتيال المناضل الكبير رئيس أساقفة سبسطية الأرثوذكسي في القدس المحتلة المطران عطاالله حنا، هذه الرسالة التي لابد أن يتلقفها كل إنسان يؤمن بين الوئام الديني لا يمكن أن يكون جزءاً من الفكر الصهيوني القائم على العرقية والعنصرية ورفض الآخر ونرجسية، (شعب الله المختار) هو جزء لا يتجزأ من استهداف الكيان الصهيوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية والمقامات الدينية وتأكيده على الهوية اليهودية للكيان الصهيوني، لذلك لا يمكن أن يستغرب تصرفاته اتجاه الرموز الدينية والروحانية فالبشر والحجر ورمزيتها تشكل حجر عثرة أمام أحلامه في القضاء على الهوية الوطنية والدينية للأشياء والبشر، وهذه سياسة قد جعلت منه كياناً معزولا منبوذا عنصريا يشكل لوجوده تجسيدا للشر الإنساني كرديف للمنظومة الأخلاقية الكلية للحضارة الإنسانية.

فالقاصي والداني يعلم أن المطران عطاالله حنا يقوم بدور محوري في النضال الوطني الفلسطيني وفي دفاعه المستميت عن المقدسات المسيحية وعن عروبة القدس وعن الوصاية الهاشمية على مقدساتها المسيحية والإسلامية، انطلاقا من ذلك سارع الأردن إلى استقبال المطران عطاالله حنا للعلاج، ذلك أن الأردن يعتبر أي استهداف لأي رمز من رموز الأديان بكليتها هو استهداف لثوابت الهاشميين القائمة على الوئام الديني والحضاري والمفهوم الكلي للتكافل والتكامل بين الأديان وثوابتها الأخلاقية والدينية للبشرية جمعاء وفي هذا السياق فقد قال المطران (الأردن ملاذ الفلسطينيين ومليكه وحكومته وشعبه لم يتوانوا عن دورهم القومي اتجاه فلسطين بقضيتها وشعبها).

إن المطران عطاالله حنا من أبرز الرجالات المسيحية المدافعين عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية المعنية بمسيحي الشرق، كما أنه يعتبر أن الانسجام والوئام الديني يجد تجليه الأكثر في المملكة الأردنية الهاشمية الحاضنة الطبيعية للاندماج المجتمعي، والتي ترسخت من الثوابت القيمية للهاشميين وصولا إلى تعميق هذا الوئام في المجتمع الأردني وما أدل على ذلك روح اللقاء الذي جمع جلالته مع رموز الطوائف والأديان حين أكد المجتمعون أن الأردن نموذج استثنائي في التكامل والتكافل والتعاون والوئام واحترام المعتقد، إن مخطط اغتيال المطران هو نتيجة طبيعية بالنتائج المحاولات المتكررة لضرب الوحدة المصيرية بين المسلمين والمسيحيين في الصراع العربي الصهيوني وفك عقدة الترابط تلك هي جزء لا يتجزأ من مرتكزات الحركة الصهيونية على مدار التاريخ، وهذا ما تحاول أن تصنعه أيضا في كل الدول العربية والإسلامية وهو مخطط مكشوف لا يمكن أن يخترق لأنه ثابت من ثوابت وجودنا العربي.