خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأوراق النقاشية واستدامة الحصانة الداخلية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية كان على يقين تام بأن المسؤولية تتطلب جهدا استثنائيا غير تقليدي للوصول الى دولة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي لأنه كما كان يكرر دائما فان تلبية الاحتياجات للمواطن الأردني يعتبر هدفا استراتيجيا ومحوريا فمن خلال تشخيصه العميق والدقيق للبيئة الأردنية وتحولاتها وتغيراتها منذ نشأتها حتى استلام جلالته لسلطاته الدستورية كان قد وضع نصب عينيه طموحا بتحول إصلاحي شامل في كل مجالات الحياة يعتمد سياسة التدرج في تلك التحولات مستهدفا وضع البلاد على أبواب التمكين الديمقراطي المستدام وهو يعلم تماما ان هذه المهمة لا يمكن إنجازها الا من خلال قيادة ملتصقة تماما بالهموم المباشرة للمواطن، ومواطن مبدع قادر على التكييف والتكيف واستيعاب تلك التحولات واسبابها.

ليس صحيحا ان أولى اهداف جلالته عندما اقترح أوراقه النقاشية ومشروع الإصلاح الشامل هو التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أولا فانا أرى وعلى يقين تام بان جلالة الملك كان يستهدف ابتداء الوعي الجمعي الثقافي الأردني أي انه اذا اردت ان تجعل المجتمع الأردني على استعداد لاستيعاب التحولات لابد من إعادة انتاج الوعي الجمعي الأردني كأساس لا يمكن تجاوزه للبناء على التحولات المقبلة فالمصطلحات مثل (الإصلاح السياسي، الإدارات المحلية اللامركزية، التمكين الديمقراطي، القوائم النسبية والغير نسبية، المواطنة الفاعلة، والشفافية وتمكين المرأة .....الخ) كل تلك المصطلحات والتي كانت تتضمنها الخطابات الملكية والأوراق النقاشية لم تأت من أجل وضع خارطة طريق لإصلاح متدرج، إنما بالتوازي مع ذلك كانت تستهدف إنتاج ثقافة عصرية تستوعب التحول السياسي والديمقراطي وهذا ما لمسناه فعلا.

إن كل ذلك الاستهداف قد كان عاملا حاسما في تحصين الجبهة الداخلية والمرور من خلال عواصف التحولات الإقليمية بسلام وبوعي وتماسك وتكامل بين القيادة والشعب قل نظيره على مستوى العالم وأعطى نموذجا متفردا لمفهوم الهوية الأردنية.

ولذلك فان العلاج بالصدمة التي انتهجته ثورات الربيع العربي بموجتيها قد انعكس بكثير من الأحيان أو بمعظمها على التحصين الداخلي لتلك الدول وأجبرتها على مرحلة انتقالية لا يعرف مدى انعكاساتها إلا الله سبحانه وتعالى.

من هنا ومن هذه الزاوية نقول أن الأوراق النقاشية والإصلاح المتدرج والتحول في الوعي الجمعي الأردني نحو ثقافة ديمقراطية قد جعلت الجبهة الداخلية حصينة على الاختراق رغم استهدافها المتكرر.

لكن جلالته يعلم تماما أن التحول يصنع إدراكا لكنه يستوجب حالة استثنائية واحدة وهي عندما يتلمس ويحس المواطن الأردني بمخرجات تلك التحولات على الصعيد الداخلي يصبح الإدراك راسخا ويتحول الى معرفة ومن المعرفة يصبح وعيا مستداما، ولذلك في كل خطابات جلالة الملك الأخيرة كانت تركز على هذا المفهوم على ان المعرفة والادراك لا يمكن ترسيخه الا من خلال الملموس والمحسوس الذي ينعكس بشكل مباشر على تلبية الاحتياجات، وهذا هو ما بدأت تدركه أخيرا الحكومات وباشرت في تطبيقه كبرنامج مواز للإصلاحات.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF