أ.د. محمد الرصاعي
جلالة الملك يلتقي مجموعة طلبة جامعيين أردنيين حققوا نتائج متقدمة في مسابقتين عالميتين في البرمجة، وبالأمس يتم تكريم المعلمين والمديرين المتميزين بجوائز المعلم المتميز والمدير المتميز، هذه النشاطات والفعاليات هي حلقة في سلسلة طويلة من سياسة ونهج تكريم المبدعين والمتميزين حرص عليها جلالة الملك وجلالة الملكة، حيث بتنا نشهد وبشكل متكرر استضافة الديوان الملكي لكل بادرة تميز وإبداع من أبناء الوطن وتسهيل كل ما يعزز إبداعاتهم وابتكاراتهم.
يدرك الجميع أن نهج رعاية الإبداع وتكريم المبدعين وتحفيزهم أمر في غاية الأهمية في أي مجتمع يسعى للمضي قدماً في مسيرة النهضة والتطور والنماء، ففي زمن التنافسية والاقتصاد القائم على الابتكار والتجديد والأفكار غير التقليدية لن تستطيع المجتمعات والدول النمو والازدهار أو حتى البقاء والاستمرار دونما إسهامات أبنائها ومواطنيها في حركة النماء والتطور من خلال أفكارهم ومبتكراتهم التي تجلب فرص الاستثمار وحيازة مراتب متقدمة في مؤشرات التنمية في جميع أبعادها.
وقد يتصدر تكريم المعلمين قائمة الأولويات في جميع خطط واستراتيجيات الدولة التي تهدف إلى نجاح برامجها وتحقيق التميز اجتماعيا واقتصاديا وحجز مكانها بين الدول ذات القوة والحضور العالمي والإقليمي، وتأتي فلسفة تكريم المعلمين وتقدير أدوارهم من أنهم هم بناة جيل مبدع مبتكر ومنتج يدفع عجلة التنمية الوطنية بكل قوة وثقة ويحقق انجازات ذات عائد اقتصادي كبير، فالعلاقة بين تكريم المعلمين وصناعة الابداع والابتكار علاقة دائرية، حيث يبني المعلم المتميز الذي يحظى بتقدير المجتمع وقياداته مرتكزات التفوق والتميز لدى طلبته ويحرص ?لى حصولهم على متطلبات ودوافع الابداع والابتكار.
لا مفر لنا في الأردن من المضي قدماً في تنفيذ استراتيجية تنمية الموارد البشرية، وتهيئة البنية التحتية للطاقات البشرية المنتجة والمبدعة، إلى جانب التشريعات والسياسات التي تفتح الآفاق للمبدعين والمتميزين لتعزيز مواهبهم وابتكاراتهم، وتعزيز ثقافة الابداع وزيادة وتشجيع المبدعين وتحفيزهم، وعلى جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع الاقتداء والالتزام بالنهج الهاشمي في تكريم المبدعين ودعم قدراتهم ومهاراتهم وإعطائهم الفرص المناسبة والأدوار القيادية في مواقعهم ومؤسساتهم.
الحرص الملكي على تكريم ورعاية المبدعين والمتميزين رسالة لجميع دوائر الدولة ومؤسساتها لإعادة النظر في سياساتها لتنفيذ نهج النهضة والازدهار بعيداً عن نهج الشللية والمحسوبية والإدارة المترهلة البيروقراطية التي تشكل حاضنات للفساد وإحباط المتميزين والمبدعين.
[email protected]