د. راكز الزعارير
يحرص جلالة الملك عبدالله على مخاطبة المجتمع المحلي والإقليمي والدولي ونخب صناعة القرار أو التأثير فيه في كل مناسبة وفي أي من المنابر العلمية العالمية، وذلك لترسيخ مبادئ القيم الإنسانية والأخلاقية التي يؤمن بها وورثها عن ابائه وأجداده في إطار شرعية قومية عربية أصيلة وشرعية دينية محورها الوسطية والاعتدال والسلام لجميع الأمم والشعوب وبناء مستقبل أفضل للبشرية بتشاركية عالمية فاعلة تقوم على العدالة واحترام حقوق الآخر.
المؤسسات الدولية المرموقة والموضوعية الرسمية وغير الرسمية تسعى بكل طاقاتها لكسب لقاء مع الملك عبدالله، لأن ذلك يعتبر إضافة نوعية كبيرة لتلك المؤسسات ومصداقيتها تثيرها الفاعل في قناة القرارات، وارتقائها في التصنيفات العالمية.
مراكز التفكير والدراسات في العالم وآخرها مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي كرم الملك بأعلى تصنيف ومنحه جائزة القائد الباحث، حيث يحظى المركز بمصداقية وتأثير على مراكز صناعة القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.
جلالة الملك كعادته طرح ما يؤمن به عن أهم التحديات التي تواجه الأردن والشرق الاوسط والأمن الدولي، وركز على وضع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أمام مسؤولياتهما المباشرة عن أوضاع المنطقة، حيث أكد بأن لا حل لحالة الصراع في الشرق الأوسط دون دور الولايات المتحدة، وهي فقط صاحبة التأثير الحقيقي على جميع أطراف الصراع وخاصة إسرائيل، ومخطئ من بعتقد بأنه يمكن إحراز تقدم دون هذ الدور، لأنه لن يكون هناك أي تقدم في عملية السلام دون الولايات المتحدة.
وعلى الجانب الآخر وضع الملك القيادات والمجتمع الإسرائيلي أمام مسؤولياتهم المباشرة، وأنهم المعوق الأساسي امام دفع السلام، وأنه بسبب بعض تلك السياسات فقدت إسرائيل لا بل بعض قادتها السياسيين مصداقيتهم وثقة العالم العربي شعوبا وحكومات بإسرائيل ومدى رغبتها الحقيقية بالسلام، وأن اتفاقية السلام الوحيدة مع إسرائيل التي تعتبر حجر الأساس لعملية السلام الشاملة هي اتفاقية وادي عربة مع الأردن قد وصلت إلى أدنى مستويات الثقة بها، وهذا بالتالي ينعكس على مجمل عملية السلام، والخاسر الأكبر من ذلك هي إسرائيل.
أما على صعيد الأمن الدولي والإرهاب أكد الملك على أن الحرب على منظمات الإرهاب والتطرف لا بد أن تستمر للنهاية بالرغم من الإنجازات والانتصارات التي تحققت على «داعش» بقيادة الولايات المتحدة التي حققت إنجازا ونصرا كبيرا مؤخرا بتصفية زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
منطقة الشرق الأوسط المليئة بالتحديات والمصاعب على مستويات الأوضاع الداخلية وعلى رأسها طموح الأجيال والشباب فيها، في عالم بدأ يعيش جيل الثورة الصناعية الرابعة، هذه المنطقة كانت وما زالت الشغل الشاغل للعالم منذ أكثر من مئة عام مضت، هي دائما بحاجة إلى رؤية وتنوير من أعلى القيادات والمستويات فيها بتوازن وموضوعية ومصداقية أمام الجميع، وهذا جوهر تكريم الملك القائد الباحث.
هذه ميزة لا يحظى بها إلا الملك عبدالله الذي يحرص دائما على التفاؤل وتعميم تفاؤله على جميع الأطراف والعالم، ولهذا تحرص وتسعى المؤسسات الدولية المرموقة على تكريمه والاحتفاء به وهذا كله تكريم واحتفاء بالأردن كله ملكا وشعبا.
Rzareer @hotmail.com