بعثت مشاركة جلالة الملك في مبادرة مستقبل الاستثمار 2019 الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي في دورته الثالثة برسالة مفادها أن كل التشويه والتشويش على العلاقة الأردنية خاصة والخليجية عامة تعبر عن عدم فهم للواقع التاريخي والجيوسياسي الذي يربط علاقة البلدين رغم المد والجزر السياسي والذي يعتبر طبيعياً في منظومة العلاقات الدولية،الزيارة الملكية والتي أخذت طابعاً اقتصادياً وتنموياً وهو البعد الأهم فيها فقد ركز جلالة الملك على الدور الريادي المبدع للشباب العربي عامة عندما قال «المستقبل يبدأ هنا؛في هذه المنطقة،ومع شبابها الموهوبين والمبدعين الذين يتطلعون إلى الأمام والذين يشكلون 70 بالمائة من سكانها» وهنا ركز جلالة الملك على ريادة وابداع الشباب الأردني والذي حرص من خلاله على الدمج بين ما هو نظري وما هو عملي عندما أوضح «رغم أن الأردنيين يشكلون ثلاثة بالمئة فقط من سكان العالم العربي، فإنهم يمثلون 27 بالمئة من أفضل الرياديين والمبدعين فيه» وهذا يعني أن الريادة الشبابية الأردنية وموارده البشرية بدأت تنتقل من التنمية إلى الإدارة تلك الموارد الخلاقة والمبدعة داعيا الدول الى استثمار هذه الطاقات والعمل على إيجاد فرص لاستثمار هذه الطاقات في مشاريع التطور الإقليمية الاقتصادية والتنموية والتي تطمح دول المنطقة وخاصة الخليج العربي للوصول إلى اقتصاد منتج متنوع يكون فيه النفط سنداً ريعياً وليس الركيزة الأساسية والوحيدة في التنمية الاقتصادية المستدامة.
لقد حمل جلالة الملك هم الشباب الأردني على عاتقه من خلال التعبئة والتجييش لصالح الرياديين الشباب في وطننا الحبيب، أما البعد السياسي لهذه الزيارة فقد تمحور حول إعادة الاعتبار ورفع مستوى التنسيق السياسي ووضع حد لما يشاع هنا وهناك حول توتر العلاقات الخليجية الأردنية، وحرص جلالته على تأكيد أن دول الخليج تتقاطع تماماً مع وجهة النظر السياسية التي يقودها الأردن فيما يخص القضية الفلسطينية وتطوراتها.
كل تلك الأبعاد السياسية والاقتصادية قد حملها جلالة الملك في زيارته الأخيرة، مؤكداً أن الأردن لن يراوح مكانه تحت ظروف الضغط السياسي والاقتصادي، وأن شبابه المبدع والمبادر والريادي قادر ومقتدر وهو الرافعة الحقيقية والمحركات الجبارة التي يرتكز عليها الأردن في تجاوز كل الصعوبات، والتي تؤسس لمستقبل باهر يضع الأردن في مصاف أولى الدول من حيث مثالية استكمال مهام تحوله الاقتصادي والديمقراطي وهو بذلك سيكون ريادياً في رفع مستوى الواقع الاقتصادي ليس في الأردن فقط وإنما في دول الجوار وخاصة الاشقاء والإخوة في الخليج العربي وفي المنطقة عموماً.
مواضيع ذات صلة