خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

شجاعة ملكية مختلفة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا اقترنت الشجاعة بالشفافية في الخطاب الملكي، والقيمتين تعلنان طبيعة المرحلة القادمة، وتحملان الجميع المسؤولية تجاه خروج الأردن من الظروف الضاغطة القائمة، فالتوجه الملكي اليوم يقوم على ثقة مطلقة في وعي الأردنيين وفطنتهم، ولم يعد خافياً مطلقاً أن اللجوء إلى مواجهة نوعية أصبح خياراً ملكياً ترددت أمامه الحكومات المتعاقبة على أساس أن مستجدات اقليمية ستحدث لتخفف التوتر القائم في الإقليم وبالتالي الضغط على الأردن.

يقوم العقد الاجتماعي في الأردن منذ لحظته الأولى على علاقة خاصة للغاية بين مؤسسة العرش والشعب الأردني، فهذه المملكة قامت على أرضية ساخنة وفي وسط صراع عالمي على قدر كبير من الضراوة احتاج لحربين عالميتين ليصل إلى تسوية معقولة مع بقاء عوامل الوهن والهشاشة داخلها، وفي الظرف الحالي يظهر تفرد الأردن الذي بقي طويلاً مصدر حيرة للدول العربية الأخرى، فبقيت مختلفة عن الأنظمة الأخرى، ولو قيّض للأردن إمكانيات طبيعية مماثلة لغيره من الدول العربية لتكاملت هذه العوامل مع القدرات المادية لتصنع حالة فارقة في المنطقة.

يتحرك الملك في الأيام الأخيرة مستنداً إلى تراث العقد الاجتماعي الحقيقي، ويجسر من موقعه المرجعي كل ما أحدثته التراشقات السياسية، بل ويشخص سببها ويربطه بمستوى الشفافية الضرورية توافره في الظروف الحرجة، فالمواطن لم يعد يسمع من الحكومة بقدر ما يطارد أخباراً تتناثر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصالونات السياسية.

لم تفتقد الأردن يوماً للشجاعة، ولكن الشجاعة التي يؤسسها الملك في هذه المرحلة مختلفة في شكلها وموضوعها، هي شجاعة الأمل والثقة وليست شجاعة الإقدام على المغامرات غير المحسوبة، وهي شجاعة استطاعت الحكومة أن تتلمسها بعد التقاط رسالة ملكية واضحة بأن فرصاً كثيرة أهدرت في محاولة اتخاذ الطريق المعتاد والمكرر، وأن الخيارات الواضحة تتمثل في زيادة جاذبية الأردن للاستثمار وهو ما يتطلب كثيراً من الشفافية تضمن للمستثمرين معاملة مسؤولة، وترتبط بشجاعة في اتخاذ القرار وتجاوزاً للعراقيل وعقيدة الخوف التي تحكم متخذ القرار أياً كان موقعه.

يطلب الملك خطة واضحة من الحكومة، ومعلنة وقائمة على الشراكة مع جميع القطاعات، واختط جلالته الطريق عندما التقى العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية في الفترة الأخيرة، وبظهور التعارض الجوهري بين الرؤية الملكية والبرامج المستوردة أصبحت الحكومة في ظل مسؤولية واضحة وصريحة واستحقاقات ملزمة يجب عليها أن تجتهد بكل ما أوتيت من قدرات وطاقات تجاه تحقيقها، خاصة وأن الأردن يحظى بسمعة دولية جيدة تجعله شريكاً على قدر كبير من الموثوقية ومحطة واعدة للاستثمار.

لكل أردني وأردنية دور، فليس الوقت مناسباً للاستجابة للنزوات والشائعات وممارسة لعبة التسخين والضغط، ومع أنها في النهاية لا يمكن أن تزعزع الأردن الذي يحتضن نموذجه الخاص والاستثنائي في العلاقة بين العرش والشعب، ولكنها ستجعل الطريق أصعب بعض الشيء، وستؤوب على المخرصين والمتهافتين دون طائل أو جدوى.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF