حديث الحسن بن طلال حول المواطنة في الوطن العربي
11:00 22-10-2019
آخر تعديل :
الثلاثاء
سمو الامير الحسن بن طلال صاحب ثراء فكري يستلهم المستقبل بقراءة دقيقة للواقع العربي والانساني بدعوته لمواجهة التحديات بالإرادة والتصميم واعتماد الوسطية في التعامل داعياً لترجيح صوت العقل والمحبة للتعامل بين الناس. ولسموه مساهمات عديدة في القضايا الانسانية والبيئة واللاجئين والتسامح والسلام بين اصحاب الديانات. وكون سموه رئيساً لمنتدى الفكر العربي فكتب كراسته حول المواطنة في الوطن العربي عام (2010) ويقول: لا يختلف اثنان على حال امتنا غير السارة. فاحاديثنا حول المشروع النهضوي العربي المنشود ما زالت كلامًا. ما العنصر المفقود؟ دعونا نستذكر ان النهضة الاولى احيت امالنا. فهذا اليازجي والريحاني والبستاني ومحمد عبده وغيرهم من الرواد، يرسون البدايات ويبدعون الاسس. واعمالهم تلخص «النهضة الاولى» العظيمة الباقية لوجداننا. فحبذا لو عدنا للنصوص التي تركها اولئك الكبار لنستلهمها في حاضرنا ومستقبلنا. دعونا نستكنه الرؤى النافذة التي مثلها الشعار المتألق «الدين لله والوطن للجميع» ونبذ الشرذمة الدينية والطائفية والعرقية. لقد تكالبت المحن، فأجهضت نهضتنا الاولى. ثم هبت رياح النهضة الثانية: الثورة العربية الكبرى التي بعثت الامل من جديد. وحملت شعلة سابقتها. وللأسف تختلط الاوراق وتؤول النهضة الثانية الى ما آلت اليه الاولى: عبثية وفوضى في القيم. الم يحن الاوان لنهضة ثالثة اكثر رسوخاً. ارى انها ستنطلق من ترسيخ مفهوم المواطنة وتنتهي بميثاق مواطنة عربي يوضح الحقوق والمسؤوليات للجميع. وتلخص ابعاد المواطنة الكاملة: (1) البعد الانساني: التعاون، والمساواة بين الجنسين ورفض التمييز، (2) البعد الديمقراطي: حرية اختيار السلطات السياسية، وتأكيد التشاركية مع المؤسسات الديمقراطية واحترام التعددية وممارستها بمفهومي التنوع والاختلاف باطار حضاري. (3) البعد البيئي: حماية البيئة والانتماء للأرض. (4) البعد القانوني والدستوري: اجترام القوانين والدساتير الكافلة للمجتمع وحرية التعبير للمواطن. والدعوة لصوغ ميثاق مواطنة عربي. وينطلق مفهوم المواطنة من امة عربية اسلامية تتبنى سياسة الانضواء تحت مظلة النواميس الانسانية. ومن اهم التحديات التي تواجه وطننا العربي ترسيخ مفهوم المواطنة في الاذهان وفي حياتنا، رغم العوائق وتستند المواطنة المنشودة لمفاهيم: (1) الارادة الجماعية المحددة للتوازن بين الحرية والمسؤولية وتمكين الفرد ممارسة حقوقه وواجباته والشفافية في التواصل. (2) السيادة بكل ابعادها: (3) الديمقراطية التشاركية المستندة للحوار. (4) اطلاق الامكانات الفردية والجماعية. (5) بناء ثقافة السلام والامن الانساني بيننا، ومع الاخرين. لتحقق الاهداف دون تغيير في الانفس، لأننا ان اردنا ان نعطي لكل مواطن سهماً في هذا المشروع الكبير، لا بد من تعزيز معرفته بحقوقه وواجباته. نعم ان المواطنة على النطاق العربي هي نقطة الانطلاق نحو المواطنة العالمية فيجب ان تفهم على اساس غير قطري، وتبنى على الاستقلال المتكافل، وعلى التكامل بين البيئة الانسانية والبيئة الطبيعية.