التقى رئيس الوزراء الصيني مع الوفد التجاري الصيني المرافق مسؤولي الجانب الأميركي الاسبوع الماضي وتوصل الطرفان إلى اتفاق جزئي بشأن التجارة بينهما، ويمثل هذا الاتفاق هدنة للحرب التجارية فيما بين البلدين. حيث إن القضايا المطروحة للنقاش شملت نقل التكنولوجيا القسري لمنافسين اقتصاديين، وحقوق الملكية الفكرية والزراعة.
إن الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بتخفيض الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية في حين أن الصين ستقدم تنازلات مقابل ضمان القطاع الزراعي الأميركي بعد الضرر الذي لحق بالزراعة الأميركية منذ تبادل التعرفات الجمركية للبلدين، وتعد الزيادة في المشتريات الصينية من المنتجات الزراعية الأميركية أكبر فوز لترمب في هذه الاتفاقية بالإضافة إلى التزامات غير محددة في مجال الملكية الفكرية والعملة وربما تأخيراً في رفع التعرفة الجمركية.
لم تفصح الصين بعد عن مجريات المفاوضات إلا أنه من المتوقع بحسب المفاوضين الأميركيين بأن تلتزم الصين سنوياً بشراء ما يصل إلى 50 مليار دولار من المنتجات الزراعية الأميركية. ويرى الصينيون بأن الواردات الزراعية الصينية يجب أن تتماشى مع الاحتياجات الصينية وأن تمتثل لمعايير منظمة التجارة العالمية.
لقد تنامت مخاوف الأمن القومي لدى الاميركيين حيث انهم قلقون حيال أي تهاون مع شركة هواوي مشغل الاتصالات الصيني العملاق. وقال خبراء اقتصاديون اميركيون ان الاتفاق يجب أن لا يشمل تقديم تنازلات بشأن هواوي وهو ما تسعى إليه الصين فعلاً.وبحسب وعد الرئيس الاميركي ترمب بأن الصفقة التي كان قد وعد بها مع الصين ما هي إلا خطوة صغيرة أقرب إلى الواقع.
إن الاتفاق المشترك بين الولايات المتحدة والصين سيمر في ثلاث مراحل مع الأخذ بعين الاعتبار معالجة القضايا الخلافية العالقة. إن هذا الاتفاق سيعمل على تهدئة الأسواق وتقليل المخاوف من الركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق في الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية على أن يتم الموافقة عليه في غضون شهر من الآن.
برأيي إن ظروف عدم التأكد التي جلبت الحروب التجارية والتداعيات الاقتصادية للاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد العالمية ما كانت تستحق كل هذا العناء والرئيس الأميركي يستعد لمواجهة الناخبين في العام المقبل. إن هذا الاتفاق هو اتفاق أولي وهو قابل للتغيير ويعزز فكرة الحرب الباردة ما بين الطرفين حتى وإن تخللها هدنة بتأجيل العمل بالتعريفات المتبادلة دون تحديد موعد لإلغاء العمل بها، إن مسار المحادثات سيتحول في المفاوضات المقبلة نحو عدة قضايا اقتصادية أكثر حساسية أبرزها إلغاء إدراج أسهم الشركات الصينية في البورصات الاميركية، السياسة الصناعية، ضوابط التصدير وسلاسل التوريد وتدفق رؤوس الأموال لكلا البلدين.
[email protected]
