من خلال مراقبة الحراك الدبلوماسي الاردني والذي يقوده باقتدار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى ويترجمه وزير الدبلوماسية الاردنية ايمن الصفدي والذي تمحور اثناء انعقاد الدورة العادية في الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين كان تركيز الوفد الأردني دائما على اعادة البوصلة الدولية الى رشدها الدبلوماسي بعد التخبط السياسي الناتج عن تسارع الازمات العالمية والدولية وخاصة الاقليمية والمتمحورة حول اولوية القضية الفلسطينية كرافعة حقيقية لحل جميع ازمات المنطقة وهنا نسجل بكل وضوح عل? الجهد الهائل المبذول من اجل انقاض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فلقد خاضت الدبلوماسية الاردنية صراعاً حقيقيا من اجل الحفاظ على رمزية هذه الهيئة المساندة والمنبثقة عن الامم المتحدة والمتخصصة فقط في اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم وتعويضهم عن التهجير القصري الذي احدثه الكيان الصهيوني بعد حرب 1948 , والسبب الحقيقي وراء ذلك لا يكمن فقط في بعده المالي او التمويلي فالعجز ما زال في حدود المئة وخمسين مليون دولار يزيد او ينقص قليلا وهذا يعتبر مبلغا تافها مقارنة بموازنات وامكانيات الدول المانحة كما?اوضح ذلك وزير الخارجية الصفدي, ان الهم الاساسي كان وما زال هو الحفاظ على هذه الهيئة التي لم يتشكل مثيلها في تاريخ الامم المتحدة لانها تحمل بعدا سياسيا الى جانب بعدها الانساني كونها متخصصة فقط في الشعب الفلسطيني وحق عودته لذلك كله فان الصراع التي تخوضه الدبلوماسية الاردنية يقف بالاساس ضد محاولات حل الأونروا ودمجها تحت مظلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي تهتم في اللجوء الناتج عن الكوارث والازمات الناتجة عن الحروب او الكوارث الطبيعية وهذا يعني انتزاع رمزية الاونروا وخصوصيتها المرتبطة بانهاء القضية الفل?طينية وبتنفيذ القرار رقم 194 للجمعية العامة والصادر سنة 1949 والذي ينص على حق عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين.
ومن هنا ومن هذه الزاوية انبثقت مبادرة وزارة الخارجية الاردنية لعقد مؤتمر دولي يهدف الى تمويل طويل الاجل لوكالة الأونروا بالتعاون مع كل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وخاصة دول الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا ومجموعة عدم الانحياز ودول التعاون الاسلامي ان هذه الخطوة تتطلب وقوفا حازما امام التوجهات التي تهدف الى القضاء على حق العودة من خلال الانقضاض على ايقونتها الدولية (الأونروا), وهذه المواجهة تتطلب الوقوف امام صفقة القرن والتي تعتمد في ركائزها الاساسية علاوة عن ضم القدس وتهويدها تصفية الاونروا والتعامل مع ?للجوء الفلسطيني على اساس انساني يتطلب حلولا انسانية وليست حلولا بابعاد سياسية، كل تلك التطورات تحدث مع استمرار الحراك الدبلوماسي الفلسطيني واستمرار مسيرات العودة التي دخلت اسبوعها السادس والسبعين تحت شعار الاقصى والاسرى وذلك مع اقتراب ذكرى اعتراف الولايات المتحدة في القدس عاصمة للكيان الصهيوني وهو ما يعطي ضوءاً في نفق العلاقات الدولية المظلم بان هناك ما زال وسيبقى من يضع قضية القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة على رأس اولوياته رغم الضغوط السياسية والاقتصادية الهائلة وخاصة الضغوط الداخلية التي تتع?ض لها حكومة الرزاز على المستوى المطلبي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
مواضيع ذات صلة