كتاب

الخطاب غير المسبوق للملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة



نعم لقد كان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك- غير مسبوق فلقد تحدث جلالته بلغة مسموعة ومقروءة وهادئة وبرؤية ثاقبة وعمق وغطى جلالته من خلال كلمته الاحداث العالمية المهمة.

ومقارنة مع زعماء دول اخرى كان الامر مختلفاً. فلقد تحدث جلالته في خطابه على مستوى ثلاثة مسارات، (1) مسار عالمي. (2) مسار قومي. (3) ومسار وطني. لم يطالب جلالته امتيازات للأردن وشعبه من الدول الكبرى ولم يهاجم انظمة معينة بحد ذاتها يسلك اسلوب الشخصنة ونقد زعماء معينين. بل كان خطابه عمومياً عميقاً وضعه في المسارات الثلاثة التي ذكرتها. لقد ركز جلالته على موضوع العمل الجماعي الاممي.

اي العمل تمشياً للدور الحيوي للجمعية العامة لمواجهة المخاطر والمآسي التي نواجهها. وهذا يجعلنا نرسم مستقبل شعوبنا بشكل افضل واكثر اماناً.

وعلينا دعم مواهب شبابنا للسير للأمام وان نتجاهل الازمات الاقتصادية التي تمر بها بعض الدول. وركز جلالته على مواضيع الامن والصحة والتغير المناخي وشح المياه خاصة في الأردن.

كما ذكر جلالته موضوع نزوح الملايين من البشر وقارنه بالنزوح بعد الحرب العالمية الثانية لكن نزوح الان هو الاكبر.

ولا بد من ان نعمل سوياً لدعم اللاجئين والمشردين الناتج عن الارهاب والصراعات المريرة. والاهم ان جلالته ركز على موضوع القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعلى موضوع العمل الجاد من جميع دول وزعماء العالم لتحقيق السلام بين اسرائيل وفلسطين. خاصة ان الاراضي المقدسة عهد الديانات الثلاثة وان صاحب الجلالة صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

فجلالته ملتزم بهذا الواجب ولا بد من تكاتف كل الدول ومن خلال هذا المنبر على انهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967. يذكرنا جلالته بانه وقبل (40) عاماً وقف جلالة المغفور له الملك الحسين هنا وركز جلالته على التاريخ والتراث والرموز الروحية والحضارية والاخلاقية في كلمته دعا جلالة الملك عبدالله الى المساواة والتسامح واحترام القيم والحقوق للجميع. وختم بقوله هذه الاخلاقيات التي حددها مؤسسو الامم المتحدة هي مسؤولية تقع على عاتقنا وعلينا عدم افشالها.