خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مع (أولاد الغيتو)!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة ما كدت أعلم، ولو متأخراً، عن صدور الرواية الجديدة لإلياس خوري «اولاد الغيتو» حتى فوجئت مسروراً قبل ايام بدعوة مكتبة «الأرشيف» الى ندوة لمناقشتها من قبل نقاد اردنيين مرموقين بحضور المؤلف الذي اتابعه بشوق منذ روايته «يالو» عام 2000 كواحدة من مرايا ادبية عكست جوانب من ظروف طاحنة اثناء الحرب الأهلية اللبنانية لا بلغة سياسية بل اجتماعية جريئة لم تعرفها في الاجيال الثلاثة الاخيرة من الروائيين العرب!

من الممتع ان تستمع الى الياس خوري متحدثاً امامك بعفوية وبساطة فتلك فرصة نادرة كي تدرك بكل حواسك صدقه في سبر اغوار النفس الانسانية فلا تعجب عندئذ ان ترى اعماله تترجم الى العديد من لغات العالم، وان يواصل في نفس الوقت بصراحة وجرأة مقالاته الادبية والسياسية ويحرر القسم الثقافي في «النهار» اللبنانية فيرضي او يغضب قراءه من اللبنانيين وسواهم حتى ليحتار بعضهم كيف يصنفه او يتهمه اخرون بأنه ليس لبنانياً بل فلسطيني! اما هو فيفصح عن نفسه بغير التباس انه مع الفلسطينيين قبل المكان والجغرافيا.

في ندوة «اولاد الغيتو» وهو يصف ما جرى لأهالي اللد التي احتلت عام 1948 وطرد اغلبية سكانها الأصليين وحوصروا بالغيتو الفلسطيني الذي اقامه جيش الاحتلال الاسرائيلي واحاطه بالأسلاك الشائكة ثم ما تعرضوا له من قتل بدم بارد أو ما تلا ذلك من مهانات الهجرة وبؤسها، لم يكن الياس خوري يفتعل عاطفة معينة ولم يقصد شرح ابعاد المؤامرة «وهو يروي حكاية عن الصمود والبقاء ويحاول قراءة صمت الضحية » بل ليقول كلاماً مجمله باختصار شديد ان النكبة ليست حدثاً فظيعاً مضى وانقضى بل هي حالة جاثمة على ضمائرنا ترهقنا بأوزارها وبشاعتها وظلمها وخياناتها.. من دون ان ننسى بطولاتها اليائسة!

وفي توضيحه لاسم الرواية ودلالاتها باحترام قصة الهولوكوست في اوروبا قال الياس خوري انه لا يجوز الجمع بينه وبين الهولوكوست الفلسطيني الذي دبره وارتكبه ضحاياً الهولوكوست الاوروبي انفسهم، ولا تجوز المقارنة بين غيتو اللد الذي اذاق الفلسطينيين المذهولين اهوال الذبح والاذلال على مرأى ومسمع من الاشقاء والغرباء وبين غيتو وارسو الذي استبسل فيه قائده الشاب اليهودي البولندي، لكن المفارقة الصارخة ان هذا البطل في نهاية المطاف رفض الهجرة الى اسرائيل وتمسك بموقفه المبدئي المعارض للاحتلال الاسرائيلي والمستنكر للمظالم التي اوقعها على الفلسطينيين حتى ان الصهيونية العالمية محت اسمه تماماً من كتب تاريخ المقاومة البولندية للنازية واخفت بطولاته اثناء تحرير وارسو من الاحتلال الالماني.

وبعد.. تحية من عمان للمبدع الياس خوري ففي اسماعنا وقلوبنا تتردد كلماته: ان الحب روح الكتابة وان الرواية هي متعة الحقيقة التاريخية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF