أريد أن أكتب بالحبر الأخضر عن سيدات يشبهن شجرة خضراء وارفة جذورها بالأرض وهي عالية بالسماء. اجتمعن لإستقبال جلالة الملكة رانيا العبد الله حين أطلت بهيبتها وأنسانيتها في قرية ام الرصاص نهاية الأسبوع الماضي.
كان الحضور البهي لجلالة الملكة يملأ المكان جمالاً على جماله الفطري. أما السلام فكان بلا تكلف، المحبة الخالصة والنوايا الطيبة لتي تملكها السيدات اللاتي يسكن المنطقة ظهرت جلية واضحة في الوجوه.
ما زالت المرأة في مدن وقرى الأردن تبهرني بشجاعتها بقوتها وبعزمها وإصرارها على النجاح وتحدي الظروف. كيف لا وهناك جلالة الملكة النموذج الأجمل الداعم لحضور المرأة من خلال اهتمامها الدؤوب والمستمر في كل المواقع القريبة والبعيدة فالمسافات بلغة المحبة لا تعني شيئاً. أحياناً المواقف تحكي حكايات يعجز البشر عن صياغتها.
الاستقبال كان جميلاً والأجمل ذلك القرب والتقارب بين جلالة الملكة وسيدات ام الرصاص. حديث جلالتها للسيدات يحكي حكاية المجتمع في الأردن الذي تمثل المرأة نصفه سواء كانت تعيش في المدن أو القرى.
لو كنت معهن كنت سأقول الظروف سيئة والاقتصاد في تراجع والفقر بدأ يداهم بشراسة دامسة تشبه الليل، لكن إرادتنا باقية وهي تمثل ضوء الفجر الذي سيمحو الظلام.
في رحلة بحثنا عن الحلول وغضبنا من تأكل أطراف زرعنا الذي تمسكنا فيه كما يتمسك الطفل بأمه اتهمنا الفساد ونسينا الفاسدين. لقد استخدم البعض لغة القدح والذم، وآخرون استخدموا لغة التشاؤم، وهناك من أعدوا الحقائب يرتجون الطريق البعيد. لكن لغة العقل والإنسانية تقول هذه الأرض الطيبة تنتظر سواعد الشباب لتزرعها وإيديكم ستملأ الأرض سنابل.
حكومتنا الرشيدة من عندكم تبدأ الحلول وتنتهي فالحياة قرار من ذو القوة والساسة فحق الشعب عليكم أن تتخذوا القرار بالإصلاح ونحن بإنتظار الوعد وباقون على العهد.
أصحاب القوة والمال انظروا في وجوه الطيبين الذين قامت جلالة الملكة بزيارتهم في ام الرصاص لتشاهدوا العزة والإصرار على المضي قدماً. البسطاء يعرفون ما يريدون لأنهم يتقنون لغة العيش، رغم بساطة الإمكانات تعمل السيدات بعزم وبقوة المؤمن الواثق بأن الغيمة الرمادية قد تمطر رزقاً وفرحاً.
زيارة جلالة الملكة مهمة وحضورها البهي يحمل رسائل خير وأملاً وتأكيداً على أن العمل بعزم وجد كلاً من موقعة هو بداية السير في الطريق الصحيح. لطالما تحدثنا عن التغيير فليبدأ كل شخص بنفسه لنصل إلى التغيير المنشود الذي يحقق الهدف.
لن يفيدنا التشاؤم ولا السلبية. هي دعوة للتخلي عن كل مظاهر العنجهية والبذخ والصرف غير المبرر. ولنولى العناية والاهتمام لكل المناطق بحيث لا نعود نسمع بكلمة الأقل حظاً ولعل القدر يغير القلة للكثرة.
لا أستطيع أن أقبل فكرة أن الأمور صعبة وعلينا أن نستسلم أو نتراجع فالهزيمة لغة العاجزين.
[email protected]
