رأينا
لم يكن يوم أمس وهو اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، يوماً عادياً لدى أكثر من مليوني طالب وطالبة التحقوا بمدارسهم الحكومية والخاصة، بل كان استثنائياً بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ومعانٍ عندما اختار قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني أن يكون بين أبنائه الطلبة في مدرسة كلية الحسين ويشاركهم فرحتهم برجوعهم للمدارس ويمدهم بالقوة والعزيمة ويخاطب عقولهم النيّرة بقوله أنتم الأمل وأنتم المستقبل والوطن بانتظار عطائكم، ثم يفتح لهم الآفاق ويطلق العنان لأفكارهم ومواهبهم وميولهم لإطلاق طاقاتهم الخلاقة في مختلف موضوعات العلوم والمعارف.
ولعل من نافلة القول أن نشير هاهنا إلى أن حرص جلالته على التواصل مع أبنائه الطلبة هو عرُف ونهج دائم على أجندته وقد عبّر عنه من خلال وسائل عديدة ترجمها مع مطلع كل عام دراسي، فتارة كان يهنئ الطلبة عبر حسابه الخاص على تويتر وأخرى كان يوجه لهم رسالة أبوية تعكس ما يعلقه حفظه الله من آمال عليهم ويحثهم على تلقي العلم النافع والمفيد ويحثهم على المزيد من الوعي والفهم والإدراك لطبيعة التحديات التي يواجهها بلدنا ليكونوا أدوات إعمار وعطاء تعلي بنيان الوطن، ثم تارة أخرى كان يوجه إلى إعفاء الطلبة من الرسوم المدرسية في مدارس الحكومة للتخفيف عن كاهل الأسر من الأعباء المالية، وفي هذا ما يقودنا للدعوة إلى امتثال خطى جلالته بأن يكون للمدارس نصيب من دعم مؤسسات القطاع الخاص كي تستطيع مواصلة النهوض برسالتها التربوية والتعليمية المقدسة بالوجهة التي يرنو إليها قائد الوطن.
إن اهتمام جلالة الملك بملف التعليم كان وما زال اهتماماً متصلا أولاه الملك جل الرعاية منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية، وتمثل ذلك في العديد من المبادرات السامية سواء ما تعلق منها في التوسع في رياض الأطفال، ومشروع التغذية المدرسية، وكذلك تقديم جلالته لأكثر من مئة ألف معطف لطلبة مدارس المملكة، ومبادرة الحوافز المتعددة للمعلمين ودعم صندوقهم لحثهم على مزيد من العمل والعطاء، كما كان جلالته ولا يزال يدخل في حوارات مباشرة مع طلبة المدارس للاستماع إليهم وتقصي احتياجاتهم إيمانا من لدن جلالته بضرورة بذل المزيد من العناية في تهيئة المواطن على أحسن صورة وعلى أحسن مستوى من الكفاءة والخبرة والتدريب وحسن الأداء، فالطلبة هم رأس المال الفكري الوطني الذي يرى فيه جلالة الملك الأداة الفاعلة في إحداث التغيير المنشود.
إذن.. هكذا هو قائد الوطن، الأب والإنسان، الذي آثر أن يكون قبيل الساعة الثامنة بين أبنائه وبناته طلبة المدارس يبارك لهم عامهم الدراسي الجديد، في مشهد ما رأيناه يتكرر إلا لدينا نحن في هذا البلد الذي يرعاه ملك هاشمي يكون في أسعد أوقاته عندما يحاور أبناء شعبه، طلبة كانوا أم رجالاً أم عساكر وضباط جيش، لأنه منهم ولأنه معهم.