أ.د. محمد الرصاعي
يشكل اليوم العالمي للشباب فرصة مواتية لمراجعة البرامج والخطط الوطنية المعنية برعاية الشباب وتوفير سبل تطوير قدراتهم ومهاراتهم، في عالم تتسابق فيه الدول لاستثمار طاقات الشباب وإبداعاتهم في تنمية وتعزيز مرتكزات المجتمع، وتحرص كذلك على مجابهة كل ما يمكن أن يعطل قوى الشباب ويتسبب بانحراف مسيرة نمائهم.
رسالة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله للشباب الأردني وتهنئتهم باليوم العالمي للشباب هي رسالة لجميع مؤسسات الوطن لمضاعفة الجهود المبذولة للاهتمام بالشباب ورعايتهم، وقد يكون تنسيق وتوحيد الجهود في هذا السياق بين المؤسسات الرسمية والجامعات والأندية والمراكز الشبابية أمراً في غاية الأهمية، كما أن محتوى البرامج الموجهة للشباب من قبل هذه الجهات يتوجب أن يركز على اهتمامات الشباب والقضايا الوطنية ويراعي الإبداع، ومهارات القيادة، والمواطنة.
اهتمام الأمير الحسين بالشباب الأردني كبير وثقته بهم عالية، ويؤكد سموه أن المجتمعات تبنى بطاقات الشباب وإمكاناتهم التي لا حدود لها، حيث لا يمر يوم إلا وتطالعنا وسائل الإعلام عن إنجازات كبيرة وفريدة للشباب الأردني في جوانب أكاديمية وريادية وفنية ورياضية متعددة ومتنوعة، ويحصد الشباب الأردني جوائز عالمية بشكل دائم ومستمر.
استثمار هذه الطاقات الشبابية وتفعيل مساهمتها في خدمة المجتمع يجب أن تتم ضمن خطط علمية مدروسة ومن خلال أدوار واضحة للجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الشباب، ولكي تثمر هذه الطاقات والإمكانات لا بد من ربط برامج التأهيل والإبداع الشبابي في المدارس والجامعات والمراكز الشبابية مع مؤسسات الصناعة والإنتاج والبحث العلمي وبرامج الدراسات العليا لكي تسري هذه الطاقات في مساراتها الصحيحة والمناسبة.
ميزة كبيرة تتمثل في أن معظم الشباب الأردني هم على مقاعد الدراسة أو قد تخرجوا من المؤسسات التعليمية الوطنية وهذا قد يسهم في تحقيق عملية تخطيط وبناء البرامج أهدافها في تمكين الشباب وبناء قدراتهم، الأمر الذي يرتب على المدارس والجامعات واجبات كبيرة للقيام بهذه المهمة، ويمكن أن يتم ذلك بمسارات عديدة أكاديمية من خلال تضمين الخطط الدراسية مساقات تهتم بقضايا الشباب واهتماماتهم أو مسار النشاطات خارج الغرف الصفية كالنشاطات الفنية والرياضية الإبداع الأدبي والتقني ونشاطات خدمة المجتمع، كما تستطيع هذه المؤسسات توفير سبل مواصلة التمكين والتأهيل من خلال تشبيك الطلبة والخريجين مع دوائر الإنتاج الوطنية وكذلك من خلال برامج البحث العلمي والدراسات العليا في المؤسسات ذاتها.
[email protected]