خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الديمقراطية بين المطلوب والمرغوب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي في النزاعات الحدودية والإقليمية الدولية يمكننا القول أن جذور الديمقراطية التي نراها اليوم تمتد منذ انطلاق الثورة الفرنسية 1789-1799 التي تعتبر أول ثورة ليبرالية في التاريخ المعاصر، التي استمدت مبادئها من علماء الفكر والفلسفة، فكان لها أثراً كبيراً أدى إلى التغيير الكامل في شكل وطبيعة العقد الإجتماعي (النظام السياسي)، ليس في فرنسا فقط، بل في أنحاء أوروبا والعالم، باعتبارها ثورة تنويرية هدفها التغيير وفقاً لأيدولوجية فكرية تسعى إلى تغيير شكل النظام القائم بما يتفق ومبادئ العدالة والمساواة.

وأعتقد أن أهم ما يميز الثورة الفرنسية أنها كانت عقلانية ألهمت الشعوب ووضعت حجر الأساس للديمقراطية القائمة على دولة القانون، رغم أن الطريق لم تكن معبدة بالورود، فلقد شهدت أوروبا بعدها صراعات طائفية ومذهبية وحروباً فيما بينها، لأن التخلص من الأنظمة الإستبدادية العميقة عملية ليست سهلة، ولكن إرادة الشعوب بالتغيير لا بد أن تنتصر، ولقد استطاعت استيعاب جميع القوى السياسية وأفرزت اشكالاً متعددة من النظم الديمقراطية: كالنظام النيابي أوالنظام الرئاسي، وبعد استقرار المجتمع الدولي قطعت تلك الدول شوطاً طويلاً في ترسيخ ?تطوير أدوات العمل الديمقراطي.

لقد أسهمت الديمقراطية في تسارع الثورة الصناعية ومن ثم التكنولوجية، وفي تعزيز إقتصاديات تلك الدول واستقرار نظمها السياسية، ولكن السبب الأهم أن الديمقراطية أصبحت تعبر عن ثقافة المجتمع سببها الثقة المتبادلة الناجمة عن التوزيع العادل لمكتسبات التنمية الإقتصادية والسياسية، القائمة على المواطنة ومبادئ المساءلة والعدالة والمساواة.

لقد أصبح منهج النظم الديمقراطية الغربية الأكثر تطبيقاً بين دول العالم، ولكن السبب الذي أدى إلى جعل نجاح الديمقراطية في البلدان الناشئة محدوداً وشكلياً، وفشل في كثير من الدول أنها نشأت وعاشت في رحم و بيئة لا تتناسب والتطورات الفكرية والتاريخية لتلك الشعوب،وأنها لم تكن نتاج افرازٍ طبيعيٍ لتطور النظم الإجتماعية والسياسية لتلك المجتمعات. وبمعنى آخر أنها لم تتطور وتنمو وتولد بشكلٍ طبيعيٍ، فكانت أشبه بمولود ضعيف يعاني من مشاكل داخلية كثيرة، ويحتاج إلى رعاية صحيحة تمكنه من النمو الطبيعي.

والأهم أنه تم تطوبع الديمقراطية لتتناسب والموروث الإجتماعي والسياسي للقيم السائدة واقتسام السلطة والمصالح ونفوذ القوى التقليدية القبلية والدينية، ولم تكن هناك أصلا إرادة جادة لدى القوى التقليدية الحاكمة أنذاك بإحداث التغيير المطلوب، ولم تستطع أيضاً تلك الشعوب التي كانت تعيش في زمن التبعية والضعف والجهل والشعور بعدم الأمان والثقة، رغم المحاولات المتكررة من بناء قواعد وأسس الديمقراطية، وعلى الرغم من استقرار تلك المجتمعات وانتشار المعرفة والتقدم الفكري والثورة العلمية، ورغم امتلاكها لأدوات الديمقراطية المتمثل? بكافة أشكال مؤسسات المجتمع المدني، مازالت تلك الدول وبعد مئتين وعشرين عاماً على الثورة الفرنسية، تبحث عن أفضل الوسائل لخياطة ثوب للديمقراطية الصحيحة، شريطة أن يكون مفصلا بماهو مطلوب وليس بما هو مرغوب.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF