كتاب

عمر الإنسان البيولوجي والزمني

يعرف العمر البيولوجي (الاحيائي) (BIOLOGY) بأنه العمر الصحي للإنسان والذي يحدد بكفاءة عمل خلايا وأعضاء الجسم ويحافظ على المستوى الصحي للإنسان (CHRONOLOGICAL) وفقاً للتسلسل الزمني.

أما العمر الزمني (العابر) فيعتمد على تاريخ الميلاد للشخص ويشير إلى المقدار الفعلي للوقت الذي كان فيه الشخص على قيد الحياة. أي الوقت المؤكد بالأيام أو الأشهر أو السنين ولم تتغير بصرف النظر عن مدى نمط صحة حياة الانسان ويبدو أن بعض الأشخاص يتقدمون بأعمارهم بسرعة كبيرة وطلاقة، وآخرون يعانون من الشيخوخة بوتيرة تدريجية.

وأيضاً العمر الزمني هو عدد السنوات التي كان الشخص أثناءها على قيد الحياة، بينما العمر البيولوجي أو الفسيولوجي يشير إلى مدى ظهور ملامح الشخص. وله العديد من عوامل نمط الحياة في الاعتبار، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعادات النوم، كما يتأثر عامل السن بشكل أساسي بعامل الوراثة، لكن الشيخوخة تتأثر بعوامل خارجية، كالنظام الغذائي كما أسلفنا وكذلك الرياضة والإجهاد والتدخين والكحول والمخدرات. بالإضافة للوضع النفسي وحالة دورته الدموية.

أما تحديد العمر البيولوجي فالأبحاث على التيلوميرز (TELOMERS) و(DNA METHYLATION) تلعب دوراً كبيراً في عملية الشيخوخة.

فالتيلوميرز هي الذرات المتواجدة (NUCLEOTIDES) على نهايات الكروموسومات. وتعمل على منع تدهورها وربطها بكروموسومات قريبة. لذا يحافظ عليها من التدهور وقد وجد العلماء الباحثون أن الأشخاص ذوي العوامل القصيرة من (TELOMERS) يكون عندهم الوفاة المبكرة أو الإصابة بأمراض أو تحلل في الجهاز العصبي.

كما بينت البحوث العلمية أن (DNA METHYLATION) هي طريقة صحيحة لمعرفة العمر البيولوجي (PREDECTING AGE) بجمع 8000 عينة من 51 نسيجا مختلفا من الخلايا وبعد دراستها وجد أنها من نفس العمر البيولوجي وبينت التجربة أن بعض أجزاء من الجسم تشيخ بسرعة عن غيرها. مثلاً أنسجة الثدي هي من حيث القدم أقدمها وأقواها بثلاثة اضعاف الأنسجة الأخرى في المرأة.

ولكل انسان عمران الأول يعتمد على تاريخ الميلاد والثاني العمر البيولوجي. وهذا لا يمكن تحديده إلا بعد سن الثلاثين حيث يدخل الانسان في مرحلة التراجع التدريجي وكفاءة الجسد بنسبة 1-3% كل عام. وذلك بسبب استهلاك مخزون الطاقة والحيوية وعملية الـ (METABOLISM) (الايض) وكذلك الأمراض الوراثية والسكري والهرمونات الذكرية والغدة الدرقية.

وعند حدوث مرحلة التراجع السني ينصح بأن يتبع الإنسان نظاما غذائيا جيدا ومفيدا وممارسة الرياضة.

هناك آراء أخرى تساهم في عملية إطالة العمر البيولوجي مثل: الإقلاع عن التدخين والكحول والمخدرات. كما أن الوضع النفسي مهم جداً لحفظ طاقة الجسد وتحسين عمل الدورة الدموية. بعض العلماء يتحدثون عن ما سموه (العمر العقلي) وهو القدرة الناتجة ما بين درجة ذكاء الفرد وعمره الحقيقي.

oumeishdermatol@hotmail.com