يقول الكاتب الكويتي عبد الوهاب صالح الشايع في اهداء كتابه إصدار وزارة الثقافة الأردنية مكتبة الأسرة. يقول في مقدمة الطبعة الأولى (2004): «إلى كل محب للذوق ومكارم الأخلاق وكل متشوق للتقدم الحضاري في العلاقات الاجتماعية الراقية». الإنسان اجتماعي بالفطرة ومع الاختلاف الكبير والتنوع في طبائع الناس، ومستوى تعليمهم وثقافتهم ودماثة أخلاق البعض وخشونة غيرهم وتسامحهم، إلا أنهم تعارفوا على أمور صارت تقاليد وقيماً اجتماعية. وتعني: الذوق العام.
البوْن شاسع بين إسلوب المعيشة في بلادنا قبل اكتشاف النفط وبعده. وكان التغيير المذهل في سرعته وشمل كل نواحي حياتنا، لكن لم يرافقه بنفس السرعة التطور الحضاري والثقافي والاجتماعي رغم عملية التعليم الهائلة التي رافقته. فاستبدال السيارة والطائرة بالبعير والسفينة الشراعية بالباخرة لم يغير نمط تفكيرنا في قيمة العلم الذي أنتج تلك المخترعات. كما اقتناءنا أغلى الساعات وأدقها لم يغير نظرتنا لأهمية الوقت.
وهذا يعني أن استخدام منتجات الحضارة الإنسانية لا يعني بالضرورة أن مستخدمها أصبح متحضراً. لأن ذلك يحتاج ليس لشرائه بالمال ولا توريثه ولكن يحتاج لمجهود شاق من التعليم والثقافة. لكن أمتنا حققت قفزة نوعية في وقت قصير في التطور وشملت جميع مناحي الحياة ولكن للأسف لا تزال هناك سلبية تتعلق بالذوق العام وقواعد السلوك الاجتماعي السليم، من مخلفات الفقر والجهل لا تزال باقية في مجتمعاتنا تقاوم الفناء في معركة خاسرة. وانشغل اولياء أمورنا لشرح الكثير من أصول السلوك الاجتماعي السليم لأبنائهم. وفي مقدمته للطبعة الثانية (2011) يقول: وصلته اتصالات وكتابات تمتدح كتابه، فشعر بوجوب تطويره واجرى التعديلات وبعض العناوين، فجعلت إسلوبه سهلاً يبدأ الكتاب بالمدخل ويحتوي (14) مبحثاً. ويقول في مدخل الكتاب: يتساءل بعض الناس عن أهمية الكتاب فيجيب: ان موضوعاته تشمل البنية التحتية والعمود الفقري للسلوك الانساني المتحضر. ويتركز على تأثير البيئة الاجتماعية على إنساننا العربي، ويتحدث عن آداب المجالس والدواوين والسلام والضيافة واصول وآداب الكلام والاستماع، والتحية والمجاملات وآداب وقواعد تناول الطعام، وآداب الولائم، وآداب الزيارة والاتصال واستعمال التلفون وآداب قيادة السيارة، وآداب المساجد، وحول لغتنا العربية الجميلة، والمقالات والحوارات الإذاعية والتلفزيونية.
ويقول في خاتمة الكتاب: مثلما نعتني ونتأنق في ملبسنا ومسكننا. ونحرص لإبراز أنفسنا بأحسن صورة ونبذل الجهد والمال لذلك. لكن يجب ألا نغفل عن مدى تقبل رفض الآخرين لتصرفاتنا. أي التغير بقواعد السلوك الاجتماعي وهذا حماية لسمعتنا.
ويأمل من القارئ الاستفادة مما كتبه وكانت الرغبة لتقدم مجتمعاتنا الدافع الوحيد لكتابه وأنه يمثل خلاصة مركزة لتربية عائلية واعية متعلمة ومنفتحة على العصر تلقاها الكاتب منذ نعومة أظافره ويسندها تطبيق عملي وقدوة حسنة وحدة وتجارب شخصية متراكمة.
مواضيع ذات صلة