أ.د. محمد الرصاعي
افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام في منطقة صبحا في محافظة المفرق المشروع الزراعي الريادي الذي تنفذه شركة دل مونتي العالمية المختصة في الزراعة بالتقنيات الحديثة، وينفذ المشروع بالشراكة مع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ويقدر حجم الاستثمار في المشروع (12) مليون دينار.
مشروع صبحا التنموي مشروع رائد ومثال على الرؤية التي تستند إلى أن تنمية الريف والبادية يجب أن تقوم على استثمار الموارد الطبيعية المتاحة لتحقيق عائد ملموس في مجالات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
الإشكالية التي تصطدم بها خطط الحكومة لتنمية الموارد البشرية في مناطق الريف والبادية هي عدم توفر فرص الاستفادة من الطاقات البشرية في مشاريع منتجة تتواءم وخصائص الإنتاج في هذه المناطق فيضطر المؤهلون من أبناء البادية إلى الهجرة إلى العاصمة أو مراكز المحافظات.
خطط ومشاريع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية تنسجم مع توجه تنمية الموارد الطبيعية للريف والبادية الأردنية كمشروع منطقة صبحا في البادية الشمالية ومشروع المربع الصحي لتربية المواشي في المحمدية في البادية الجنوبية، وهي مشاريع تنطلق من الاستفادة من الخبرات العالمية في مجالات الزراعة الحديثة، ومن المؤكد أنَّ هذه المشاريع الكبيرة ستعزز فرص توالد مشاريع خدماتية في مجالات التعليم والصحة والصناعة والطرق وبالتالي توفير فرص عمل حقيقية لأبناء البادية.
المؤمل من الحكومة لكي تنجح في إحداث تنمية حقيقية في البادية الأردنية التي لا زالت تراوح مستويات متواضعة تنموياً هو دعم مشاريع الصندوق الهاشمي واستحداث برامج تسير بموازاة هذه المشاريع وخاصة برامج التعليم والتدريب، فمشروع المحمدية مثلا يحتاج توفير منح تعليمية وبرامج تدريبية في مجالات الصحة الحيوانية والبيطرة والتقنيات الزراعية الحديثة وإنتاج الحبوب إضافة للصناعات الغذائية، كما نأمل من الجامعات الأردنية وصناديق دعم البحث العلمي إعطاء أولوية للدراسات والبحوث التي تعنى بتنمية مناطق الريف والبادية.
جهود الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية مقدرة ولكن يأمل المواطنون أن تحقق لهم المشاريع التي ينفذها الصندوق شراكة حقيقية وعائداً تنموياً، لا أن يسيطر على هذه مشاريع غايات رأس المال التي لا تتعدى هدف جني الأرباح واستغلال الموارد الطبيعية والبشرية التي تزخر بها باديتنا الحبيبة.
[email protected]