النائب د. فايز بصبوص
في الذكرى العشرين المجيدة لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش لا يمكننا أن نحصي مدى الإنجازات التي تحققت في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة فهي طالت كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي ارتكزت في معظمها على ركيزة أساسية هي إدارة عملية التحول الإصلاحي الشامل بشكل ذكي ومتدرج وذلك منذ اليوم الأول لجلوس جلالته على عرشه الميمون، لسنا هنا بصدد جلسة تقييمية نقدية بالسلب أو الإيجاب لهذه المرحلة ولكنا بصدد فهم الأسباب التي أدت الى عملية التحول بموازاة استقرار أمني شابه في كل مراحله التاريخية صعوبات وضغوطات قل نظيرها وهذا كله ليس رأيا خاصا فقط بين كل المراقبين والمحللين السياسيين من أصدقاء وأعداء ومحايدين فحكمة جلالته تتمحور منذ اليوم الأول على استشراف حقيقي وقراءة موضوعية لواقع المنطقة وما يمكن ان يترتب على ذلك الواقع من تحديات وصعاب، فمنذ بداية العهد قرأ بدقة جلالته ان المعضلة القادمة تكمن في الجنوح نحو التطرف والإرهاب الديني الشامل ولذلك اطلق رسالة عمان من أجل جعلها أداة حقيقية للوقوف أمام موجات التطرف والإرهاب التي اجتاحت المنطقة بسنين عدة وادت كما هو معلوم إلى صراعات وتدخلات إقليمية ودولية ومحلية عصفت بكل المنطقة فلو استجابت الدول إلى المضامين الحقيقية لرسالة عمان لكانت تجاوزت كل تبعات الفكر المتطرف والانتهازي وجعلت من خوارج العصر قلة يمكن السيطرة على أفكارها المتطرفة من خلال المرجعية المتوازنة والسمحة لرسالة عمان ومبادرة كلمة سواء مع الاخوة المسيحيين والتي طالبت بوئام ديني يقوم على سماحة الإسلام الحنيف.
المرتكز الآخر وهو قدرة جلالة الملك على قراءة التحولات التي يمكن أن تحصل بالمنطقة في كل دولة على حدة وذلك لأن جلالته كان قادرا على رؤية ما يختزل من مطالب حقوقية وإنسانية وديمقراطية بين أبناء شعوب المنطقة وشغفها الى الديمقراطية والكرامة والإصلاح السياسي وهو ما جعل جلالة الملك يطلق أوراقه النقاشية السبع للتحول الديمقراطي والإصلاح السياسي الشامل المتدرج البعيد عن الصدمة التي اجتاحت معظم دول الجوار لذلك فإن هذه الرؤية الثاقبة لجلالته هي التي اجابت وستجيب دائما على السؤال الكبير كيف نآى الأردن بنفسه عن عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي ولم ينزلق الى مشروع الفوضى الخلاقه والتي جعلت من كل دول الإقليم في ازمة شاملة لم تبق ولا تذر فحصانة جبهتنا الداخلية كانت هدفاً أسمى لجلالة الملك من خلال هذه الرؤية الاستشرافية والتي لم تقتصر على مفاهيم نظرية فوقية انما ارتكزت على تطبيق ممارسة مباشرة على ارض الواقع والشفافية كانت هي العنصر الرئيسي التي ارتكزت على مصارحة واضحة بين جلالة الملك والشعب الأردني بكل اطيافه والتي جعلت الشعب الأردني ونظامة السياسي وعلى رأسه جلالة الملك يتكاملون ويتكافلون بحفظ استقرار الوطن ووضعه على أبواب تحول حقيقي نحو الديمقراطية والتمكين الديمقراطي والذي سيرسخ الأردن رسالة ونموذجاً.