خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

في معنى رمضان

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ.د. محمد الرصاعي يكتسب الإنسان معرفة وفهماً بالعديد من القضايا والمفاهيم من خلال تفاعله مع مواقف الحياة وخبراتها، ويتحقق له ذلك اعتماداً على الوظائف الذهنية والعقلية التي تميزه عن غيره من المخلوقات، ومع تراكم المعرفة وتشابكها يتشكل في عقولنا أبنية معرفية تختلف بين فرد وآخر باختلاف التجارب والأحداث التي تواجهنا والمسارات التي نسلكها في حياتنا الشخصية والمهنية، إلا أن البعض يحمل فهماً خاطئاً وتصورات غير صحيحة حول العديد من هذه القضايا والمفاهيم، والفهم الخاطئ يجعل الفرد يكون بنية معرفية مشوهة فوضوية تدفعه نحو ممارسات وتصرفات مرتبكة يعاني بسببها قصوراً في التعاطي الصحيح مع تفصيلات الحياة اليومية.

وقد يكون مفهوم شهر رمضان من المفاهيم والعبادات التي تشكَّل حولها فهم خاطئ خلافاً لمغزى هذا الشهر، وإذا ما حاولنا الكشف عن ماهية الفهم الذي يمتلكه أغلب أبناء الإسلام عن شهر رمضان بما يحويه من نسك وعبادات وشعائر خاصة به نجده بات يُفهم على أنه شهر للتراخي وترحيل الأعمال بحجة الصيام، كما يلتفت الجميع فيه نحو صنوف الطعام والشراب والولائم والدعوات، وحضور السهرات و متابعة المسلسلات والمسابقات بغية الترفيه حتى بات رمضان موسماً للأعمال الفنية بسب ازدياد نسبة المشاهدة وإنكباب الناس على متابعة الفضائيات، ويتصاعد في رمضان الإسراف في النفقات والاستهلاك الجنوني للمواد الغذائية، مما فتح شهية بعض ضعاف النفوس من التجار إلى اعتباره موسم جني الأرباح المادية برفع الأسعار وتسويق المنتجات الفاسدة، لقد عملنا على تحويل هذا الشهر من شهر للرحمة والتعاطف والإحساس بالآخرين إلى شهر للأزمات و التعقيدات.

ما لهذا فرض رمضان فهو شهر للإنجاز والعمل سواءً على مستوى الأمة أو على مستوى الأفراد فمعظم الانتصارات والفتوحات الإسلامية تحققت في هذا الشهر، وللمؤمن هو شهر المراجعة وتجديد الإيمان والتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات، والصيام مدعاة لسمو الروح وارتقاء النفس يزخر بالقيم الرائعة والأجور العظيمة.

لقد عملت أسباب عدة في تشكيل الفهم الخاطئ لمفاهيم الحياة اليومية نجد في بدايتها وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة كأدوات للعولمة التي تهدف إلى تسليع القيم وتوظيفها لخدمتها مما تسبب في تراجع دور مؤسسات التعليم الوطنية والمناهج التعليمية التي تخطط من خلالها الدولة للمحافظة على قيم المجتمع وترسيخها لدى أبنائه، كما أن غياب من يمثلون نماذج مجتمعية تتجسد فيهم القيم الراقية داخل المجتمع من الأسباب الموجبة لتمثل الممارسات الخاطئة التي أصبحت وللأسف تمثل المساحة الأكبر في صورة المجتمع.

ولعل الضبابية التي تلف منظومة القيم والمفاهيم الحياتية في مجتمعاتنا هي السبب في تخلفها فيما تبهرنا حضارات ومجتمعات الغرب التي تُعلي من شأن القيم والأخلاق وتعمل على بناء منظومة مفاهيم فاعلة وبالذات المفاهيم والقيم التي تفرض ممارسات تظهر جلية على ارض الواقع كمفاهيم العمل العام ومفهوم الوقت والانتماء والنظام والمواطنة.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF