خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التكامل الأردني الفلسطيني

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص

إن من يراقب واقع التحولات السياسية في المنطقة على مدار الأعوام الأخيرة، يخرجُ باستخلاصٍ بأن كل ذلك التحول السياسيّ وما عكسهُ من تأثيرٍ على كلّ الدول بدون استثناء كان تمهيداً من أجلِ هدفٍ استراتيجيٍّ يكمنُ في إعداد المنطقة للخروج عن ثوابتها القيميّة والثقافية والسياسية حتى يمرر مشروعِ صفقة القرن وجوهرها ومركزها شطبُ الهويات السياسية والثقافية والروحيّة وإعادةِ هيكلتها على قاعدة التذويب البينيّ أقصد هنا بكلّ وضوح أن هناك استهدافٍاً تاريخيٍاً للهوية الفلسطينية وذلك طبيعيّ أما غير الطبيعيّ هو استهداف الهوية الأردنية يغفل كلّ من يراقب ويحلل ويبحث في المستجدات السياسية أن الهدف الأساسيّ من صفقة القرن هو استهداف الهوية الفلسطينية وتصفية القضية برمّتها وهذا دقيقٌ إلى أبعد الحدود.

ولكن ما يغفل عنهُ كل المراقبين هو استهداف الهوية الوطنية الأردنية والتي ستكون بمثابةِ جسرٌ لتحقيق هدفهم الاستراتيجيّ على حساب الأردن ِّ وجوداً حتى لا أُصعّبُ الشرح أقول هنا إن هذا الاستهداف جعل الأردن رغم ديناميّة الدبلوماسية الأردنية وتوازنها المشهود تصدى دون مضاربةٍ أو محاباةٍ لمشروعِ صفقة القرن في كلّ أبعادها السياسية والجيوسياسية وذلك انطلاقاً من الهوية الأردنية الهاشمية والتي تَعتبَر هذا التصدي والمواجهة واجبا وطنيّا لا يمكن المساس بهِ، ولا يعني هذا التصدي أنه جاء كنتيجة لاستهداف الوطنية الأردنية ومحاولات المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

إذاً كل من يرّوج بأن التصعيد الأردنيّ جاءَ فقط لأن الوصاية الهاشمية مستهدفة، هذا كلامٌ مردودٌ على كلّ المشككين فقط تقدمَ وزير الخارجية الأميركيّ بزياراته المتكررة للمملكة بأن لا مساس للوصاية الهاشمية في صفقة القرن وأن الأردن سيكون وصيّاً على المقدسات الإسلامية والمسيحية بغض النظر عن السيادة السياسية لمدينة القدس، أكانت هذه السيادة إسرائيلية أو فلسطينية، ولكنّ الموقف الحازم والحاسم للملك عبدالله كان دائماً يقدم حل الدولتين وعروبة القدس قبل التطرق للوصاية الهاشمية فعروبة القدس وسيادة الفلسطينيين عليها هي خطٌ أحمر أغلظُ من الوصاية بحد ذاتها وهذه قضية مبدئية لن يستطيع أي ضغطٍ سياسيّ أو اقتصاديّ أن يجعل الأردن مهيأ ولو بالحدود الدنيا للقبول يمثل هذه الصفقة.

في كلّ اللقاءات شبه اليومية من خلال آليات التواصل المعتمدة بن قيادة منظمة التحرير وجلالة الملك كان يُبحثُ دائماً آلية مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية وكان هناك تكاملٌ بالأدوار والأدوات فربط السيادة لمدينة القدس للفلسطينيين هو ربطٌ عضويّ وموضوعيّ للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هذا الربط كان وما زال هو عنوان التحرك المشترك وكما أسلفنا بالأدوات وآليات المواجهة كان هو المحور الحقيقيّ للتكامل بين الموقفين الأردني والفلسطينيّ.

من هنا نقول إن رفع شعار الوصاية الهاشمية على المقدسات وإغفال عروبة وسيادةِ الفلسطينيين عليها هو خطأٌ فادحٌ لأن ذلك يوحي بأن الشعب الاردنيّ يضع في أولى أولوياته الوصاية الهاشمية متقدمة على عروبة القدس والسيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية على هذه المدينة المباركة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF