النائب د. فايز بصبوص
يستطيع أي مراقب أن يخرج بتشخيص حقيقي وواقعي حول التطورات التي تعصف بإقليمنا وفي منطقتنا العربية خاصة من الاحتجاجات الجزائرية والثورة المجيدة للشعب الجزائري ومثيلاتها في السودان وصولا الى فوز اقصى اليمين الصهيوني واستمراره في الحكم وبروز التساؤل الأكبر حول وعده الانتخابي بضم مستوطنات وأراض في الضفة الغربية استكمالاً لمشروع الضم واخر تداعياته ضم الجولان السوري المحتل.
إن ما يحصل الآن تبرز انعكاساته على الأردن من خلال ما يسرب من معلومات حول قرب إعلان «صفقة القرن» المزعومة والتي فهم جوهرها وزير الخارجية الأردني عندما قال إن مشروع الوطن البديل غير قابل للبحث مطلقاً وإن من يحلم في حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن أو على حساب فلسطين أو على حساب القدس الشريف والوصاية الهاشمية فهو واهم تماما اذن ما يخبأ بالكواليس هو التخلص من معضلة الهوية الفلسطينية بالاعتداء على الهوية الأردنية كتجسيد تاريخي تكمن ثوابته بتناقض استراتيجي مع المشروع الصهيوني وذلك لأنه يقوم على بعد قومي عروبي يحمل في طياته برنامجا ورسالة تقوم على أساس الحفاظ على الهوية العربية عامة وليس فقط الحفاظ على الهوية الأردنية المستقلة.
ما يرشح الآن ويتسرب من بين أصابع اللاعبين الإقليميين والدوليين هو مشروع غاية في الخطورة ويعتبر الأردن محورا رئيسيا في الاستهداف من قبل كل اللاعبين الذين يعملون على تطبيق صفقة القرن بالعلن والخفاء لقد نوهت الى هذه القضية منذ ثلاث سنوات رغم انه لم يكن الرئيس الأميركي ترمب رئيسا للولايات المتحدة ولكنني انطلق من الابعاد الاستراتيجية للتوأمة السياسية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية ذلك لأن هذه القوى اصطدمت بصلابة وتضحيات الشعب الفلسطيني والذي لن يتراجع قيد انمله عن نضاله الوطني مهما بلغ حجم الضغوط بكل جوانبها.
آن الأوان الآن أن نكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن القضية الفلسطينية من أجل مواجهة المحاولات الحثيثة والجادة بتصفيتها لصالح المشروع الصهيوني وآن الأوان أن نعبر عن التكامل بيننا وبين النظام السياسي في معركته الوجودية والتي تستهدف الأردن ليس فقط كهوية ورسالة ولكنه تهديد وجودي بكل ما للكلمة من معنى، فقد آن الأوان لرفع مستوى مواجهتنا لهذا المشروع من الدبلوماسية الخارجية الى مشروع اسناد وطني جماهيري وشعبي ومؤسساتي حتى نوصل الرسالة الى الاصم من اللاعبين الدوليين بأن العبث بثوابتنا سيواجه برد لا يمكن تحسب عواقبه.